أعربت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، عن استنكارها للإساءة البذيئة، والمنحطة لقناة (الشروق) الجزائرية، في حق الملك. وقالت الفيدرالية، في بلاغ لها اليوم الأحد، إنها "تجدد، بمختلف هياكلها ومنخرطيها، التأكيد على اصطفافها ضمن جبهة الدفاع عن القضية الوطنية والتصدي لكل الشائعات والمغالطات التي تستهدف بلادنا وشعبنا، واستنكارها لأي استهداف مسيء للمؤسسات الوطنية وللملك من لدن ماكينة البروباغاندا الجزائرية وآخرها ما اقترفته قناة (الشروق)"، واصفة هذا الفعل، بالتهجم الواضح والمنحط في حق الشعب المغربي، وفي حق الملك محمد السادس، وسلوك دنيء وانتهاك فاضح لقواعد وأخلاقيات المهنة. وأكدت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، على أهمية استحضار الدور المركزي للإعلام والصحافة في معركة الدفاع عن الوحدة الترابية، وضرورة إدراج ذلك ضمن أسس أي نموذج تنموي حقيقي للأقاليم الجنوبية، وتوفير الإمكانيات والموارد والخطط التي تتيح تحقيق التأهيل المهني والاقتصادي، والأخلاقي، والتكويني، والإشعاعي للصحافة الجهوية. من جهة أخرى، أفاد البلاغ، أن "الفيدرالية عقدت بمدينة العيون الجمع العام الانتخابي لفرعها الجهوي بالأقاليم الجنوبية، تحت شعار(صحافة جهوية قوية للدفاع عن القضايا الوطنية)"، مضيفا أنه "تم الاتفاق على اعتماد هيكلة تنظيمية جديدة، والانخراط في استكمال مقتضياتها الإجرائية والتنظيمية تحت إشراف المكتب التنفيذي، وفق ما تقتضيه قوانين وأنظمة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف". وسجل، أن هذه الهيكلة التنظيمية الجديدة تنبني على تشكيل فرع قائم الذات بكل جهة على حدة من الجهات الجنوبية الثلاث، مضيفا أن "جموع عامة تأسيسية للفروع الثلاثة انعقدت مباشرة تحت إشراف رئيس الفيدرالية ووفد المكتب التنفيذي، حيث تداول المشاركون فيها في مختلف حيثيات التأسيس، وجددوا مصادقتهم على القانون الأساسي للفيدرالية ونظامها الداخلي"، مؤكدين التزامهم بالعمل من داخل هياكلها وتعبئتهم لتطوير عملها وإشعاعها الترابي وحضورها الترافعي والتأطيري. وأفضت هذه الأشغال، إلى انتخاب مكاتب الفروع الثلاثة بجهات العيون الساقية الحمراء، الداخلة وادي الذهب، كلميم واد نون. وأضاف البلاغ، أن المشاركين في الجموع العامة التأسيسية الثلاثة سجلوا أن مرحلة تنظيمية انتهت في تاريخ الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالأقاليم الجنوبية، وبدأت مرحلة جديدة، ستتولى مكاتب الفروع الثلاثة خلالها صياغة معالمها ومضمونها وامتدادها، وأيضا تفعيل آليات العمل المناسبة واستراتيجيات وبرامج التأطير والترافع الملائمة، وذلك في التحام تام مع المكتب التنفيذي للفيدرالية وكل مكوناتها على الصعيد الوطني، وأيضا استرشادا بتوصيات وخلاصات محطة العيون هذه، واعتمادا على المستوى الرفيع للمناقشات التي جرت، والأفكار الصريحة والإرادة القوية التي جرى التعبير عنهما من لدن كل المشاركين. من جهة ثانية، اهتمت جلسات ومناقشات الجموع العامة لفروع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالأقاليم الجنوبية المنتمية للجهات الثلاث بتسجيل الصعوبات التي تعاني منها مقاولات الصحافة الإلكترونية والمكتوبة، وذلك من حيث ضعف البيئة العامة، وغياب مطابع جهوية مناسبة ومنظومة توزيع الصحف، وهو ما يضطر الصحف الورقية، برغم انعدام الإمكانيات، إلى اللجوء إلى مطابع بالدار البيضاء أو الرباط، وهذا الواقع يسائل كذلك النخب الاقتصادية الجهوية، ودورها في تقوية الانتباه إلى القطاع وتحفيز الاستثمار فيه. وأشارت الفيدرالية، إلى أن المشاركين استعرضوا معاناتهم جراء ضعف العرض الإشهاري، والجهوي منه بالخصوص، والعشوائية العامة التي تطبع الاستفادة منه، وهو ما يسائل المستشهرين والفاعلين الاقتصاديين والمؤسسات العمومية والمنتخبة، ويستدعي بلورة منظومة عامة لهذا الجانب المصيري في حياة الصحف ونموها، داعيا إلى العمل على صياغة نموذج اقتصادي مناسب للصحافة الجهوية، من شأنه تأمين موارد لها، وتطوير شروط تأهيلها العام. ولفتت نظر السلطات العمومية على الصعيد المركزي، وخصوصا قطاع الاتصال، إلى أهمية أن يشمل الدعم العمومي الاستثنائي المرتبط بتداعيات الجائحة الصحف الجهوية، المكتوبة والإلكترونية، بالأقاليم الجنوبية، واتخاذ كل الإجراءات والمساطر الكفيلة بتيسير شروط الولوج إلى هذا الدعم الاستثنائي والاستفادة منه في أقرب وقت، كما تدعو إلى بلورة قواعد وشروط مناسبة لأوضاع الصحافة الجهوية بالأقاليم الجنوبية، وتستحضر الرهانات المطروحة عليها، وذلك لتسهيل استفادتها من الدعم العمومي السنوي العادي، الذي تطالب الفيدرالية بإعادة العمل به هذه السنة ضمن مقتضيات القانون والمقاربة التشاركية مع ممثلي الناشرين. ونادت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف السلطات العمومية، مركزيا وجهويا ومحليا، وأيضا الجماعات المنتخبة والفاعلين الاقتصاديين المحليين، للانخراط في هذا الورش التأهيلي للصحافة الجهوية والارتقاء بنموذجها الاقتصادي والمقاولاتي، وتقوية الدعم لها وتنويع مصادره، وتطوير فرص التكوين والتأطير والإشعاع لفائدتها، مضيفة أنها "تضع نفسها ضمن هذا التطلع، وتبدي استعدادها للانخراط، من موقعها المهني والترافعي والتأطيري، إلى جانب السلطات العمومية والهيئات المنتخبة والمؤسسات الاقتصادية، من أجل كسب الرهان، وجعل أقاليمنا الجنوبية تحتضن مؤسسات إعلامية جهوية قوية وتمتلك استقرارها المادي والاقتصادي، وتقوم على المهنية العالية وفعالية الأداء، ضمن مقتضيات المهنية والمسؤولية والتقيد بأخلاقيات المهنة". وأضاف البلاغ، أنه بالنظر إلى شروط ممارسة الصحافة داخل الأقاليم الجنوبية، واعتبارا لحجم ما يعانيه القطاع من مشاكل وتجليات الهشاشة على المستوى الاقتصادي والتدبيري، فإن الفيدرالية المغربية لناشري الصحف تشدد على أهمية تطوير القوة المهنية والتأطيرية، وتحسين شروط البيئة الاستثمارية والتجهيزية المتصلة بالقطاع في المنطقة، علاوة على أهمية جعل علاقة المسؤولين ومدبري الشأن العمومي المحلي والجهوي مع الصحافة تقوم على الاحترام والتقدير وتمكين المهنيين من المعلومة، وتقوية التواصل المنظم والواضح مع الممثلين الحقيقيين للقطاع، وذلك بما يساعد على إنجاح كل برامج وأوراش الإصلاح والتأهيل والتأطير.