عديدة هي الشخصيات التي بصمت على مسار متميز في حياتها المهنية والخاصة، ونجحت في تقديم أعمال رائدة أو تحقيق إنجازات مهمة، نقلتها إلى عالم الشهرة وأدخلتها في قلوب الناس جيلا بعد جيل. عبر هذه السلسلة الرمضانية، “شخصيات صنعت التاريخ” يغوص “برلمان.كوم” بقرائه في عوالم شخصيات دونت اسمها في قائمة أفضل شخصيات العالم، وسنتوقف في حلقة اليوم عند شخصية “غولييلمو ماركوني” المهندس والمخترع الإيطالي، الذي يعود له الفضل في إختراع الراديو والإشارات اللاسلكية. ساهمت العديد من الاكتشافات العلمية في تطور فكرة الراديو عبر التاريخ من بينها إكتشاف عالم الفيزياء الألماني هينريك هرتز للموجات الكهرومغناطيسية التي تتضمن موجات الراديو، بينما ساهم العديد من المخترعين كتوماس إديسون ونيكولا تسلا وريجنالد فيسيندين في تطوير الراديو، إلا أنّ مجموعة من المنظرين ينسبون إختراع الراديو للمخترع والمهندس الإيطالي غولييلمو ماركوني ويربطون اسمه بهذا الاختراع، بل ويُلقبونه بأب الراديو. بدايات غولييلمو ماركوني : ولد غولييلمو ماركوني في ال25 من أبريل عام 1874 في بولونيابإيطاليا، وهو الابن الثاني لوالديه جوزيبي ماركوني وآن جيمسون، حيث كان والده رجلًا إيطاليًا ثريًا درسَ الفيزياء بجامعة روما، ليتخصص بعدها في مجال دراسة الموجات الصوتية. ومنذ صغره كان ماركوني مهتمًا كثيرا بالعلوم الكهربائية والفيزيائية ودرس أعمال أساتذة عمالقة مثل ماكسويل وهيرتز ولودج، وفي وقت لاحق، بدأ أولى تجاربه في الكهرومغناطيسية وهو لايزال طالبًا. الإنجازات : تمكن ماركوني عام 1895، من دمج نظريات هيرتز واستطاع آنذاك تطوير نموذج أساسي من التلغراف اللاسلكي في مختبره لإجراء التجارب. وفي عام 1896، أخذ آلتهُ إلى إنجلترا ووجد بعض الداعمين المتحمسين هناك، حيث كان رئيس المهندسين في مكتب البريد البريطاني وليام بريس أحدهم، وفي غضون عام، نجح بإرسال بث يصل مداه إلى اثني عشر ميلاً، حيث نال في النصف الأخير من العام 1896 على براءة اختراع للتلغراف اللاسلكي. برهن ماركوني على أهمية وجودة اختراعه، بعد نجاحه في عام 1901، من إرسال إشارات عبر القناة الإنجليزية التي تفصل بين فرنسا و بريطانيا، وبدأت أيضًا محطة لاسلكية في جنوب فورلاند للتواصل مع ويميرو في فرنسا، وفي العام نفسه تبادلت السفن الحربية البريطانية أيضًا الرسائل على مسافة 75 ميلاً، وفي شتنبر من نفس السنة ، جُهزت سفينتين أمريكيتين بجهازه. استمر ماركوني بتجاربه في محاولة لتمديد مسافة الاتصال اللاسلكي وسرعان ما أسس خدمات عبر المحيط الأطلسي من كندا إلى أيرلندا في عام 1902، وتحدث في نفس العام عن تأثير ضوء النهار المتعلق بالتكنولوجيا اللاسلكية. أهمية اختراع ماركوني ظهرت عام 1909 عندما غرقت سفينة فيكتوريا، حيث مكنت الرسائل اللاسلكية من إنقاذ حوالي 1400 فرد من ركابها بعد استخدام السفينة للتقنية في طلب النجدة من السفن المجاورة وفي نفس العام حصل ماركوني على جائزة نوبل، وفي السنة التالية نجح في أن يبعث برسائل لاسلكية بين أيرلندا والأرجنتين أي عبر مسافة ستة آلاف ميل وهذه الرسائل جميعًا انتقلت بطريقة مورس أي نقطة وشرطة، وكان ماركوني يتصور أنه يمكن نقل الصوت أيضًا عبر هذه المسافات الهائلة، لكن ذلك لم يتحقق إلا عام 1915 ولم يعرف العالم الإذاعة على نطاق تجاري واسع إلا عام 1920، وفي السنوات الأخيرة من حياته قام بتصوير استخدام الموجات القصيرة والموجات القصيرة جدًا. حياة ماركوني العائلية: تزوج ماركوني من بياتريس أوبراين عام 1905 وأنجبا ثلاثة أطفال، وهم ابن اسمه جوليو وابنتان سميتا باسم دجنا وجيويا في عام 1927، انفصل ماركوني وبياتريس، وتزوج في وقت لاحق الكونتيسة السابقة بيزي سكالي من روما، وأنجبا طفلة أسمياها ايليترا. وفاة ماركوني: توفى العالم ماركوني في ال20 يوليوز عام 1937 بروما بسبب قصور فى عضلة القلب، كان للفيزيائي ماركوني الكثير من الهوايات وكان من أفضل هواياته الصيد وركوب الدراجات الهوائية.