لازال ممثلو الإعلام الفرنسي يتقاطرون على المغرب بشكل متقطع للنبش في مواضيع بعينها وتغطية أحداث بدون رخصة من السلطات المغربية للإضرار بسمعة المملكة، وذلك لغاية في نفس يعقوب. وفي هذا الصدد ضبطت سلطات مقاطعة بوخالف بطنجة، بعد زوال الخميس 20 شتنبر الجاري، بحي “الزياتن”، صحفيا فرنسيا يدعى سيباستيان دافيد، وهو بصدد إجراء حوارات مع عدد من المرشحين للهجرة السرية المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، دون ترخيص مسبق من السلطات المعنية، وهذا ما يطرح عدة أسئلة من بينها، لو كان قد قام صحفي مغربي بنفس الشئ في فرنسا دون توفره على رخصة فماذا ستكون ردة فعل باريس، أكيد أنه الدنيا ستقوم ولا تقعد . مصدر موثوق أكد ل”برلمان.كوم“، أن الصحفي، الذي ولج التراب المغربي يوم الأربعاء 19 شتنبر، كان مرفوقا بصحفية مغربية تدعى فاطمة الزهراء بلمكي، كانت تشتغل سابقا بقناة ميدي1 تيفي.وضبطت السلطات المحلية بحوزة الصحفيين، جهازي تسجيل صوتيين، وميكروفون تابع لإذاعة “فرانس أنتير”، حيث يشتغل الصحفي الفرنسي. ووفق ذات المصدر، فقد أكد الصحفيان، لدى استجوابهما من طرف السلطات الأمنية بطنجة، أنهما كانا ينويان إجراء روبورتاج حول “تنظيم المملكة لتدفق الهجرة وظروف عيش المهاجرين الأفارقة المرشحين للهجرة السرية بشمال المغرب”، كما نفيا علمهما بضرورة الحصول على ترخيص مسبق قبل الشروع في إنجاز روبورتاج مماثل، وفقا للقوانين الجاري بها العمل، في محاولة منهما للتهرب من الإجابة عن النية المبية من إنجاز مثل هذه الروبورتاجات. ولكي يضفيان على عملهما طابع المشروعية، صرح الصحفيان أنهما كانا ينويان إجراء حوار مع والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، بهدف الحصول على إحصائيات حول ظاهرة الهجرة وجهود السلطات المغربية لمواجهتها. وبعد إخطاره بالوقائع، قرر والي الجهة، محمد اليعقوبي، طرد الصحفي الفرنسي، حيث رافقته عناصر الشرطة المغربية، مساء نفس اليوم، إلى مطار ابن بطوطة بطنجة، قبل أن يغادر صبيحة اليوم الموالي في رحلة جوية إلى العاصمة الفرنسية باريس. ويبدو أن إذاعة فرانس أنتير الفرنسية مصرة على إزعاج المغرب، إذ تعد هذه هي المرة الثانية التي ترسل فيها وفدا صحافيا لها للمغرب دون ترخيص. المرة الأولى كانت قبل أسابيع، حين أرسلت بعضا من زبانيتها المتخصصين في الروبورتاج إلى داخل بلادنا ليقلقوا راحة المواطنين، عبر أسئلة تافهة عن الهجرة والفقر، بكل تسيب وفضول، وبدون طلب ترخيص لذلك من الجهات الحكومية المعنية، ظانين أنفسهم في محمية فرنسية، قبل أن تتصدى لهم السلطات المحلية، مدافعة ومحافظة على سيادة المملكة، وتبعثهم ك”طرد بريدي” (يعني كولية)، الى بلادهم حيث يجب ان يحلو لهم التحقيق والتنقيب.