هي مدينة شهيرة بشاطئها الأزرق الحاصل على الشارة الزرقاء كأفضل شاطئ من شواطئ المملكة، هي السعيدية التي تحادي التراب الجزائري بأقصى شمال شرق المغرب، مدينة هادئة تطل شواطئها على شواطئ جزائرية وتكشف للبلد الآخر عن مؤهلاتها السياحة الهامة التي تجعلها مدينة الاستقطاب. كلما حل فصل الصيف، تسلط على السعيدية الأضواء من كل حذب وصوب، فيما يلفها النسيان طيلة فصول السنة الأخرى، وكأن الشمس تاشرق فيها في فصل الصيف فقط. فما إن تُغلق المدارس أبوابها، ويأخذ الآباء عطلتهم السنوية حتى يحج مئات الآلاف من المغاربة المقيمين بأرض الوطن وخارجه إلى السعيدية. هذه العوامل تجعل من الاقتصاد المحلي للسعيدية موسميا، إذ يرتفع معدل المعاملات المالية بشكل كبير خلال الصيف، لكنه ينخفض بشكل قياسي في الفترات الأخرى من السنة. فقد يلاحظ زائر المدينة خلال فترة الصيف حركية ونشاطا اقتصاديا خاصا يجعله يضعها في ميزان المدن الكبرى ذات الاقتصاد الهام بالنظر إلى حجم المبيعات التي تعرفها كل المحلات والأسواق بها، ناهيك عن التجارة الحرة التي تشهدها المدينة والتي يمارسها المئات من التجار الوافدين من مختلف مناطق المغرب، محملين بمختلف السلع ويجوبون بها شاطئا من 14 كيلومترا لخلق حركية اقتصادية. https://www.youtube.com/watch?v=kT-81Y-uP8M هذا الرواج والحركة السياحية والاقتصادية التي تساهم فيها المخيمات المنتشرة على شاطئ السعيدية سرعان ما تتحول من رحلة الصيف المزدهر المدر على المدينة ملايير الدراهم إلى رحلة الخريف والشتاء لتعيش المدينة على جملة من المشاكل بحيث أنها عندما تلفظ آخر زوارها، ويطل عليها الفصل الشتوي يبدأ المشوار الروتيني الجامد، ويظل السعيديون هم وحدهم من يملؤون أزقتها ويؤنسون وحدتها، حتى وإن نظر الناظر الغريب للمدينة من بعيد لظن أنها مهجورة ولا يسكنها ساكن. الهدوء والركود، هي السمة المسيطرة على جميع المجالات في مدينة السعيدية خلال الموسم الشتوي إذ تتحول التجارة على عكس ما كانت عليه في الصيف، تدر مردودا ضعيفا وضئيلا بسبب قلة الرواج التجاري لتجد أغلب المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي قد أغلقت أبوابها مع نهاية شهر شتنبر بسبب قلة الزبائن وانعدام المردودية الكافية. رئيس جماعة السعيدية عمر بن اسماعيل، في تصريح خاص ل”برلمان.كوم” حول الوضع الذي تكون عليه المدينة في فصل الشتاء أكد أن السعيدية “هي مدينة سياحية معروفة على الصعيد الوطني والدولي، وأن التسويق لها ينبغي أن يكون إيجابيا وأن لا يكون سلبيا؛ كون أن المدينة نظيفة وبها شاطئ نظيف، بل وحتى في فصل الشتاء تظل المدينة هادئة”، مشيرا إلى أن “مجمل منازل السعيدية هي ذات طابع سكاني ثانوي وعدد سكانها الذي لا يتجاوز 11 ألف نسمة شتاء يتحول إلى 800 ألف نسمة في فصل الصيف، وهذا أمر طبيعي للكشف عن الاختلاف بين فصلي الشتاء والصيف، مضيفا أن “فترة الثلاثة أشهر تعوض باقي أشهر السنة”.