أرجع لحبيب المالكي رئيس مجلس النواب التحول الكبير الذي عرفته جمهورية كوريا، من حيث المنتوج الداخلي الفردي، الذي تحول من من 60 دولارا إلى 30 ألف دولار في فترة 40 إلى 45 سنة تقريبا، إلى إستفادة كوريا من الدرس من المد والجزر فيما يخص كل ما له علاقة بحقوق الإنسان، وعامة بالبناء الديمقراطي. وقال إن “كوريا عاشت امتحانا عسيرا في فترات معينة تحت ظل نظام دكتاتوري، لكن بالمقابل استطاعت الاستفادة من هذا الدرس القاسي كثيرا، واستخلصت كل الدروس الواجب استخلاصها، وقد لعبت دورا مهما في إطار ترسيخ ما يسمى باقتصاد السوق”. وفق ما جاء في جاء في بلاغ توصل “برلمان.كوم” بنسخة منه . وأضاف المالكي الذي كان يحاضر بجامعة هانكوك بجمهورية كوريا حول موضوع : النموذج التنموي الكوري وفرص استلهام النموذج بالنسبة للمغرب”، أن السبب الثاني الذي أدى إلى ذلك الانتقال يتجلى في الانفتاح الخارجي “هذا العامل الأساسي والذي علينا أن نستفيد منه في المغرب، ويتعلق بانفتاح كوريا على العالم الخارجي ، بحيث ان 90 في المائة من اقتصادها هو منفتح على العالم الخارجي، وهو في نفس الوقت نتيجة لتكامل مختلف القطاعات المكونة للنسيج الاقتصادية، وفق منظومة مخدومة ومرتبطة ومندمجة لتحقيق الأهداف المرسومة”. وهو الشيء الذي يؤكد بنوع من البساطة لكن بعمق ومؤسس جدا، والمتمثل في كوّن تنافسية الاقتصاد الكوري تنافسية قوية، والمنتوج الكوري منتوج ينافس عدة منتوجات في العالم (منتوجات أمريكية ، منتوجات ألمانية ، منتوجات إيطالية ، منتوجات فرنسية … )، فهذه التنافسية نعتبرها من أهم العوامل والعناصر التي تجعل اقتصادا وطنيا مثل الاقتصاد الكوري، يتطور ويأخذ بعين الاعتبار، كل التقلبات التي يعرفها الاقتصاد العالمي. وفق تعبير المالكي. ويرتبط السبب الثالث بالتنافسية؛ “اَي الإبداع في المجال العلمي والتكنولوجي”، يقول المتحدث الذي أضاف “حسب المعطيات المعروفة، فالمجتمع الكوري هو مجتمع اتجه نحو الانتاج ، لكن كوريا في نفس الوقت كان لها الفضل في تطوير إبداعها في إنتاجاتها خاصة في المجال الإلكتروني، وكذلك في مجال صنع السيارات وفي مجال المواصلات. فالقدرة على البحث على أساس الإبداع، هو الذي جعل من الاقتصاد الكوري اقتصاد له تنافسية على مستوى عال جدا”. ويتعلق السبب الرابع بمنظومة القيم، “بدون قيم من الصعب جدا أن يكون البناء متين ، وبدونها أكيد لا يمكن ان نعد مواطن الغد، ومن الصعب جدا أن نوفر كل الشروط ليصبح المجتمع الذي نعيش فيه مجتمعا متماسكا. بحيث ان القيم هي سر نجاح الشعوب، والقيمة الأساسية للشعب الكوري هو اذا “تقديس العمل”، و”تقديس” العمل هو المفتاح، وهو بناء المستقبل، وتوفير الشروط لاحترام الآخر”. ويشار إلى أن المالكي زار كوريا بدعوة من نظيره رئيس الجمعية الوطنية بجمهورية كوريا الجنوبية، هذه الزيارة التي تأتي من أجل تقوية التعاون وتبادل وجهات النظر والبحث عن آفاق جديدة لهذا التعاون في المجال التجاري والاقتصادي والسياحي والتكنلوجي.