في موقفين صريحين وواضحين كشفت الأممالمتحدة اليوم الخميس عن قليل من مناورات ومراوغات جبهة البوليساريو وميليشياتها المسلحة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهو ما ينتظر أن يجعل القرارات التي سيناقشها مجلس الأمن نهاية هذا الشهر، قرارات قوية لصالح الوحدة الترابية للمغرب ومقترحه للحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية. المتحدث باسم الأممالمتحدة، استيفان دوجاريك، أعلن اليوم الخميس أن عناصر مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو، اعترضت في 16 مارس الماضي فريقا من المراقبين العسكريين التابعين للمينورسو، وأطلقت طلقات نارية تحذيرية. وقال المتحدث في مؤتمره الصحفي اليومي "أبلغت المينورسو مجلس الأمن أنه في 16 مارس، ببلدة تيفاريتي، تم اعتراض مراقبين عسكريين تابعين للمينورسو أثناء الخدمة من قبل عناصر مسلحة لجبهة البوليساريو، الذين أطلقوا طلقات نارية تحذيرية". وأشار المسؤول الأممي إلى أنه لم يتم السماح إلا في وقت لاحق " للمراقبين باستئناف دوريتهم". وكانت وسائل الإعلام قد أفادت مؤخرا بوقوع إطلاق نار تحذيري واعتراض البوليساريو لأعضاء من المينورسو في منتصف شهر مارس، لمنعهم من توثيق الانتهاكات المتعددة للميليشيات الانفصالية في هذه المنطقة. وقد سبق عملية إطلاق النار، نشر فرق عسكرية للبوليساريو مكلفة باعتراض أعضاء المينورسو وتثبيت علامات تحذيرية لحقول ألغام مزعومة بهدف إعاقة التنقل الحر للبعثة وتسجيل انتهاكات البوليساريو. ويعد هذا الهجوم على المينورسو، والذي ليس حادثا معزولا، جزءا من قائمة طويلة من الأفعال العدوانية تجاه بعثة الأممالمتحدة، تهدف إلى عرقلة تنفيذ مهمتها. وفي سياق متصل، أعلن ستيفان دوجاريك في ذات المؤتمر الصحفي أن بعثة الأممالمتحدة في الصحراء (المينورسو) ترفض الاجتماع بمسؤولي البوليساريو خارج الرابوني، بالجزائر، حيث تعقد مثل هذه الاجتماعات دوما. وقال "منذ وصوله في أواخر دجنبر 2017، فضل الممثل الخاص للأمين العام كولين ستيوارت، التقيد بالممارسة التي جرى بها العمل منذ أمد طويل، والمتمثلة في عقد مثل هذه الاجتماعات في الرابوني بالجزائر". وتجدر الإشارة إلى أن الممثل الخاص للأمين العام رفض الانتقال إلى بير لحلو، كما طلبت ذلك قيادة الجبهة التي تسعى من خلال هذه المناورة إلى الحصول على نوع من الاعتراف من الأممالمتحدة، ومغالطة المجتمع الدولي بشأن وضعية المنطقة الواقعة شرق منظومة الدفاع.