تحترف أمال الهواري، إحدى الصحفيات اللواتي ظهرن في فيديوهات بوعشرين، والتي استمعت لها الفرقة الوطنية في محضر رسمي، منذ مدة نعت المنابر الإعلامية التي تتابع تطورات الملف الذي يروج فيه اسمها، بنعوت قدحية. فهي تارة تنفي على حائطها ب”الفيسبوك” تعرضها لأي اغتصاب أو تعنيف جنسي من طرف بوعشرين داخل مكتبه وأنهم أجبروها على اتهامه، وتارة أخرى تعترف لمخاطبها في “الواتساب” بكون التهمة ثابتة في حق بوعشرين، لكنها تريد إمساك العصا من الوسط ولا تود إحراق مراكبها وتبحث عن انقاذ سمعتها ومصداقيتها، وترسل مع هذا التبرير مقطعا لأغنية أم كلثوم “يا ريتني عمري ما حبيت” بصوتها الرخيم. لكن السؤال الكبير الذي لم تجب عنه السيدة الهواري، هو هل ما ذكرته بالتفصيل في محضر الاستماع إليها والموثق بالصوت والصورة، من كون بوعشرين أقفل عليها باب مكتبه بالمفتاح وحاول أخذها بالقوة صحيح أم هو اختلاق ؟ هل ما صرحت به لضابط الفرقة الوطنية من كون بوعشرين ضمها إليه وشرع في تقبيلها ونزع غطاء رأسها وقمصيها وأجلسها على ركبته فوق الكنبة وشرع يداعبها ويلمس أعضاءها الحميمية صحيح أم هو افتراء ؟ ثم هل الشريط الذي عرض عليها وشاهدته، والذي يوثق لهذه الممارسات شاهدته بالفعل أن أنها تخيلته ؟ إن الجواب الواضح والصريح عن هذه الأسئلة هو ما من شأنه أن يُبين للرأي العام الحقيقة فيما جرى للسيدة الهواري داخل مكتب بوعشرين، أما ما دون ذلك فمجرد لي لعنق الوقائع باختلاق تبريرات واهية لا تصمد أمام حجية محضر الاستماع للسيدة الهواري وللأشرطة المسجلة التي تثبت ما جاء في المحضر من إفادات تؤكد أن المعنية بالأمر تعرضت فعلا لتحرشات جنسية من طرف بوعشرين داخل مكتبه. وعندما تقول السيدة الهواري “ما اغتاصبني ما حاول يغتصبني”، فهي على حق، لأن ما وقع، وما هو مسجل في الأشرطة، هو تبادل لممارسات حميمية بين رب عمل وطالبة شغل في مقر العمل. وإذا وجد البعض لهذا السلوك تبريرا حقوقيا فهل هناك مهنيا وأخلاقيا ما يبرره ؟