الخط : إستمع للمقال === هولاء الذين طالما زايدوا على بلادهم بالتقاط الصور إلى جانب حفيد مانديلا، المتابع في قضايا يندى لها الجبين، نراهم اليوم يرفضون أن ينتصر رفيق مانديلا نفسه، جاكوب زوما في الكفاح والسياسة، للمغرب وقضايا المغرب ووحدة المغرب ولهم نقول: عودوا إلى جادة الصواب كما فعل جاكوب زوما، وعودوا إلى حضن بلادكم، وحقها، يعود إليكم البصر والبصيرة معا! === انتظر المغاربة أزيد من يومين، ترقبا لتعليقات ومواقف الجهابذة الكبار في تحليل المواقف المتعلقة بجنوب إفريقيا، من معارضين وحقوقيين ويسراويين وتوقعوا بأن هؤلاء سيعلقون على الموقف الجديد والجريء للرئيس السابق لجنوب إفريقيا جاكوب زوما من قضية المغرب الأولى. ولربما سيطول انتظارهم طويلا طويلا لعزيز غالي وفؤاد عبد المومني وجماعة حقوق الإنسان بدون أن يبادروا، كما فعل في مناسبات رياضية بحتة إلى التهليل لجنوب إفريقيا بل وهللوا لفريقها! وفي هذا السياق، مازال المغاربة يذكرون ما كتبه الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن مقابلة الفريق الوطني لكرة القدم أمام نظيره الجنوب إفريقي. (انطر برلمان.كوم- 27 يناير 4202) عندما وصف فيها المنتخب الوطني ب«فريق التطبيع»، ومنتخب جنوب إفريقيا ب«فريق المقاومة».. وقتها بلغت البذاءة السياسية بزعيم الحقوقيين الخارجين عن الإجماع الوطني حول الصحراء، درجة غير مسبوقة ولاقت ردود فعل وطنية صارمة دفعت بالمعني بالأمر إلى التراجع والتخفي. وهو الذي أثار أيضا مواقف غاضبة عندما تحدث عن القضية الوطنية الأولى الصحراء، وعن دفاعه عن ما سماه «تقرير المصير» فيها، مبديا إعجابه بدولة جنوب إفريقيا في هذا الباب. لقد قلب الزعيم جاكوب زوما «القفة» على غالي وأمثاله عندما أنصف المغرب، واعتبر بأنه البلد الذي احتضن «مقاومة» جنوب إفريقيا وذكَّر بمواقف الرباط في دعم زعيمها نيلسون مانديلا في حربه ضد الميز العنصري. جاكوب زوما الذي كان من مؤسسي «المقاومة» في جنوب إفريقيا كتب وصرح بالواضح لا بالمرموز أن الحاضن الإفريقي لمقاومة بلاده كان هو المغرب، وكانت تلك صفعة مدوية على الخد اليساري للزعيم الذي نصب نفسه ناطقا باسم الحقوق والشعوب الإفريقية! الكثيرون من أمثاله، من قبيل عبد المومني والمعارضين «الميكروسكوبييين»! جعلوا منصات التواصل الاجتماعي ساحات للتقليل من الرجل أو من تصريحه، فكتبوا يبخسون من موقفه وزيارته للمغرب، وهم أعرف الناس بتاريخه ووزنه السياسي.. أحدهم علق على الخبر بالقول «إن زوما مات وشبع موت»، وهو يتحدث هنا عن رجل قاد نضال شعبه وبلاده من التسعينيات من القرن الماضي، وترأس دولة البلاد ما يقارب 15 سنة، رئيسا أو نائبا للرئيس، كما أنه يرأس حاليا حزبا كان في الأصل حركة مسلحة احتل الرتبة الثالثة في الترتيب الانتخابي داخل جنوب إفريقيا، في أقل من سنة على إعلان ميلاد الحزب! الذين كتبوا يبخسون هذا الإنجاز لثالث قوة معارضة في أكبر ديموقراطية إفريقية، لم يحرزوا ولو مقعدا واحدا في البرلمان، ومنهم من لا تتجاوز تمثيليته في القبة مقعدا واحدا...! ولنا أن نتساءل عن سلامتهم العقلية وتفكيرهم السياسي: كيف تقولون عن زعيم سياسي إنه مات وشبع موتا فقط لأنه انحاز إلى المغرب، في وقت لم تحرزوا ولو مقعدا واحدا في برلمان بلادكم، الذي انفتح أكثر من أي وقت مضى على كل الحساسيات الحزبية، بسبب ما يعرف بالقاسم الانتخابي؟ إن الجواب الواضح هو أن الحقد يعمي، ويفقد البصر الجسدي والبصيرة السياسية! كل هولاء الذين طالما زايدوا على بلادهم بالتقاط الصور إلى جانب حفيد مانديلا، المتابع في قضايا يندى لها الجبين، نراهم اليوم يرفضون أن ينتصر رفيق مانديلا جاكوب زوما في الكفاح والسياسة، للمغرب وقضايا المغرب ووحدة المغرب ويعالج موقفا غير عادل كان هو نفسه يدافع عنه إلى عهد قريب! وفي الأخير نصيحة لهم: عودوا إلى جادة الصواب كما فعل جاكوب زوما، وعودوا إلى حضن بلادكم، وحقها، يعود إليكم البصر والبصيرة معا! الوسوم المغرب الملك محمد السادس جاكوب زوما جنوب إفريقيا