الخط : نظم حزب التقدم والاشتراكية، مساء اليوم الثلاثاء بالرباط، ندوة حول موضوع " آفاق الطي النهائي لملف الصحراء المغربية"، وذلك في إطار أنشطة تخليد الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب. وأشاد المشاركون في هذه الندوة التي أطرتها الصحفية الدولية فدوى المرابطي، على أهمية الطرح المغربي المتمثل في مبادرة الحكم الذاتي التي وضعها الملك محمد السادس، باعتبارها حل واقعي وذو مصداقية وسلمي من أجل تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. كما سلط الخبراء الضوء على مكتسبات التنمية بالنسبة لمنطقة الصحراء التي أضحت تماس استراتيجي، مبرزين مزايا النموذج التنموي لهذه المنطقة التي تؤهلها الدينامية الجيو- اقتصادية الحالية والاستقرار الذي تعيشه المملكة المغربية لأن تصبح قطبا اقتصاديا حاملا للفرص بالنسبة لدول القارة الإفريقية والأمريكية والأوروبية. وفي هذا الصدد، قال محمد نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خلال كلمته الافتتاحية، "إن المغرب يستمر في سياسة اليد الممدودة التي عبر عنها الملك محمد السادس مرارا في خطبه، مشيرا إلى أنه ورغم سلسلة الاعترافات المتوالية بمغربية الصحراء أو مقترح الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية. وأكد بن عبد الله، أن المكتسبات الهامة التي حققها المغرب على المستوى الديبلوماسي، تتمثلان في منطلقان اثنان أساسيان، مقترح الحكم الذاتي سنة 2007، ورجوع المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وهو تحول نوعي في معالجة المغرب لملف قضية الصحراء. واعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، أن العداء الجزائري بلغ مستويات غير مسبوقة من الحدة والتطرف والتشنج، من خلال الاستفزازات المستمرة والمتصاعدة بما فيها الديبلوماسية والسياسية والشعبية واللفظية بل والعسكرية كما شاهدنا ذلك بالسمارة مؤخرا، مشيراً إلى أنه بقدر ما يحسن المغرب مواقفه بقدر ما تزداد حدة وشراسة مناورات ومؤامرات أعداء الوحدة الترابية. وشدد المسؤول الحزبي، على أن مسألة تمتين جبهتنا الداخلية تظل أهم ما يتوفر عليه المغرب في تطلعه المشروع إلى نصرة قضية استكمال وتوطيد وحدتنا الترابية. وأشار بن عبد الله إلى ضرورة إنتاج نفس ديمقراطي جديد، وضم جيل جديد من الإصلاحات على كل المستويات لتغذية وتطعيم وإنعاش حيوية المجتمع المغربي وإذكاء الحمية في النفوس واستنهاض الهمم، ورد الاعتبار للعمل السياسي والحزبي، وكذا توسيع المكتسبات الديمقراطية وفضاء الحريات كمدونة الأسرة والقانون الجنائي. من جانبه، ركز الدكتور عبد الفتاح البلعمشي أستاذ العلاقات الدولية ورئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات بالرباط، في مداخلته على أهم التطورات التي يعرفها ملف الصحراء المغربية مع الأممالمتحدة خصوصا بمجلس الأمن، وبالأخص ما بعد حادث الگرگرات، مؤكدا أن مقررات الأممالمتحدة المتعلقة بالصحراء، تحسنت وأصبحت قريبة من الطرح المغربي. وأوضح بلعمشي، أن الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى ال48 للمسيرة الخضراء، يعتبر انتقالا فعليا فيما يتعلق بتدبير المملكة وتعاطيها مع نزاع الصحراء المفتعل، مبرزا أن الخطاب الملكي ركز على ضرورة جعل دور منطقة الصحراء قناة أساسية للربط بين الدول المطلة على المحيط الأطلسي والتي تسعى إلى التشاركية فيما يتعلق بالاقتصاد الأزرق، والانتقال إلى منطق "رابح رابح ". من جانبه، سجل بشير الدخيل كاتب و محلل سياسي رئيس معهد منتدى البدائل للدراسات الصحراوية الأندلس، في مداخلته أن الدبلوماسية القوية والمقنعة التي تتبعها المملكة المغربية، أثارت حفيظة عصابة البوليساريو و الجزائر التي فقدت صوابها وأصبحت عاجزة داخل نفق مسدود.