يبدو أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة سابقا، عبد الإله بنكيران، لم يتقبل بعد طرد المغاربة له ولحزبه من الحكومة ومناصبها التي استفادوا منها و"ترقعوا منها مزيان" كما خاطب ذات يوم إخوانه في الحزب، ما دفعه للارتماء في حضن رئيس الحكومة الحالي، عزيز أخنوش، والسماح لنائبه جامع المعتصم بالاستمرار في منصبه في ديوان رئاسة الحكومة في عهد أخنوش. لقد كشف عبد الإله بنكيران، في بيانه الذي أصدره بصفته أمين عام حزب البيجيدي، عشية هذا اليوم، المستور، وأكد للمغاربة أن قيادات حزبه التي تدعي معارضة الحكومة الحالية، أصبحت تعيش على فتات رئيسها عزيز أخنوش الذي قام بدفن آخر شعرة من شعيرات المصداقية لدى حزب العدالة والتنمية، ذلك أن هذا الحزب وصل به الدل حد قبول إكراميات أخنوش، من خلال السماح لجامع المعتصم بالعمل لدى ديوانه في رئاسة الحكومة. نعم، لقد قام رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بتأبين المصداقية الميتة لحزب العدالة والتنمية ودفنها تحت التراب، بعدما تبّرع على نائب بنكيران بهذا المنصب، بسبب عدم قدرة هذا الأخير على التخلي على "بزولة" وريع المنصب الذي كان يشغله ابان عهد حكومة سعد الدين العثماني. إن هذه الواقعة، قد أتبثت أنه لا وجود لمعارضة حقيقية في البرلمان، مادام قياديو أحزابها يستفيدون من فتات مائدة الحكومة، ويستمتعون بإكراميات رئيسها، الذي نجح في ترويض حتى من يدعون قدرتهم على معارضته والوقوف في وجهه، بعدما تأكد جيدا أنهم غير قادرين على فراق المناصب التي كانوا ينعمون بخيراتها طيلة ولايتين حكوميتين، ولمدة عقد من الزمن، فمن سيصدق خرافات بنكيران في لايفاته على الفيسبوك بعد هذه الواقعة، وكيف سيتواجه مع عزيز أخنوش مستقبلا. لقد حاول بنكيران عبر بيانه التوضيحي، أن يبرر هذا الفعل الذي يتناقض مع أخلاقيات العمل السياسي النبيل، معللا ذلك بأن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش هو من أصر على بقاء جامع المعتصم في ديوانه وكلفه بمهمة لدى رئاسة الحكومة، وهو الأمر الذي لم يعترض عليه جامع المعتصم ولم يعترض عليه بنكيران على حد قوله، ليتضح بذلك أن بنكيران الذي يدعي معارضة حزبه للحكومة لا مشكل لديه في أن تنام المعارضة والأغلبية في فراش واحد داخل بيت رئاسة الحكومة.