الفيس بوك موقع اجتماعي تواصلي على شبكة الإنترنت يتيح لمستخدميه التعرف والارتباط بأصدقاء من كلا الجنسين وعمل مجموعات أو مشاركة مجموعات موجودة على الموقع مع إمكانية مشاهدة صور المشاركين. إن صاحب الفكرة والموقع الأصلي هو مارك غوكيريبرغ ،كان له هدف واضح وهو تصميم موقع على الإنترنت يجمع زملاءه في الجامعة ويمكنهم من تبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم، وكان معروفا بولعه الشديد بالإنترنت، فأطلق موقعه(facebook ) في عام 2004 وسرعان ما لقي رواجا بين طلبة الجامعة( هارفارد) فشجعه ذلك على توسيع القاعدة لتشمل طلبة جامعات أخرى أو طلبة مدارس ثانوية، واستمر ذلك لمدة عامين…ثم قرر أن يخطو خطوة واسعة جريئة وهي أن يفتح أبواب الموقع لكل من يرغب في ذلك.. فكانت النتيجة أن تزايد عدد المشتركين من كل أنحاء العالم ليتخطى 900 مليون مشترك حاليا. لكن الغريب هو أن يتحول الهدف الذي أنشئ من أجله هذا الموقع إلى وسيلة لضياع الوقت وقتله في نقاشات لا فائدة ترجى من ورائها، كما يمكن أن يوظف في التغرير بالشباب والمراهقين ودفعهم إلى ارتكاب بعض المخالفات والوقوع في الأخطاء والهفوات، كما يؤدي إلى نشر ثقافة الميوعة والانحلال والجرأة على انتهاك المحارم والأعراض، والسقوط في المعاصي والآثام. موقع بات يؤرق الآباء يستثنى من ذلك طبعا الآباء والأمهات الغافلون والغافلات والمربين في مؤسسات تربوية تحرص على تنشئة جيل مسلم متمسك بدينه يعرف ربه ويحب نبيه ويتبع شرع الله ورسوله. ويحذر علماء النفس من مخاطر وأضرار الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام والفايس بوك بشكل خاص، حيث يمكن أجمال هذه الأضرار والمخاطر في الآتي: أضرار نفسية: حيث أن أي عضو يستطيع نشر المعلومات والصور التي تتيح للأصدقاء مشاهدتها وطبعا تستطيع أن تضيف أي عضو إذا وافقت على صداقته، وهو موقع لنشر الصور الإباحية وتداولها على نطاق واسع، كما يمكن فبركة صورة لفتاة شريفة وابتزازها بذلك، كما يمكن أن يسبب الأرق والإدمان والنزوع إلى العزلة والانطواء. أضرار اجتماعية: ويعبر عنها البعض بالقول: أنه يمكن لأي شخص وضع اسم مستعار وإضافة اسم أي عائلة يريد تشويه سمعتها ووضع معلومات أو صور مخلة بالآداب مما يؤدي إلى الكثير من المشاكل، وتخيل معي لو أن هذا الشخص وضع صورة فتاة( أخذ الرأس وركبه على جسد آخر عاري تماما) وهذا حدث فعلا ،فانظروا كم هي المآسي التي تحدث و رمي المحصنات الغافلات، ناهيك عن المجموعات التي تحث على الرذيلة وشرب الخمر بتزيينها للشباب بأسلوب رخيص هابط والترويج للفساد بكل أشكاله والدعوة للإباحية والكلام السيئ وتعدد الأصحاب من الجنسيين أو الجنس الواحد والزنا والزواج العرفي والعياذ بالله. أضرار صحية وتتجلي في ولوج الفايس بوك والغوص فيه لمدة طويلة، بل هناك من يبقى الليل كله ساهرا سابحا في هذا الموقع، فيحرم الإنسان من أخذ الوقت الكافي للنوم فيؤدي ذلك إلى التأثير على حيويته ونشاطه وطرواته، فيصاب بشحوب البشرة واحمرار العينين وقله التركيز، فيؤثر ذلك سلبا على تحصيله الدراسي، والمهني. إضافة إلى الاستدراج إلى ارتكاب المعاصي وذلك عن طريق التطبيع مع بعض الكلمات والصور والمشاهد حتي ينغمس الشاب أو الشابة في مستنقع تفوح منه رائحة العهر والفجور ويجد نفسه يتعود تلك الكلمات والصور والمشاهد والتعليق عليها بما هو أسوأ وهكذا حتى يصير مدمنا ومتجرئا على الكلام الفاحش وغير ها من الممارسات الشادة. والهدف من وراء ذلك ضياع وقت الشباب بالتفاهات وإشغال عقولهم بما لا يليق بمسلم والانحراف بهم عن الطريق والمسار والاتجاه الصحيح ليتمكن أعداؤنا من السيطرة على هذا الجيل. ومن هنا نوجه المستخدمين للفيس بوك باتباع النصائح التالية حتي لا يتعرضوا لمخاطر وسلبيات التواصل عبره. عدم التهور بإضافة أشخاص مجهولين وعمل دردشة معهم والانسياق وراء الساقطات بائعات الهوى.. عدم نشر الصور الخاصة عن الأهل و الأسرة، لأنها قد توظف بشكل سلبي ويتم ابتزازك بها. تجنب الانضمام إلي مجموعات غير مفيدة أو مجهولة النشاط. تنجب الجلوس لمدة طويلة في الفايس بوك. وأخير نهمس في آذان أبنائنا وبناتنا فنقول: نحن لسنا ضد الفايس بوك ولكن يجب أن نوظفه في البناء لا هدم، في الإصلاح لا الإفساد، في التشييد لا التخريب، في نشر قيم العفة لا الميوعة، في التنمية لا التعمية، ولنجعله وسيلة لدعوة إلى الله ونشر قيم التسامح والتعايش والتعريف بالقيم الروحية التي يتميز بها ديننا الحنيف. فالفايس بوك سيف إن لم تحسن توظيفه قطعك.