أبو أنس عندما تكثر أحلام المستقبل،لا لشيء سوى أنها تحتاج إلى الغربلة...غربلة كل دخيل عليها...ليأخذ كل شيء مساه الحقيقي. فتأخر الحصول على الشيء لا ينبغي بالضرورة إلحاقه بطابور الأحلام، خاصة إذا تعلق الأمر بالحقوق. حقوق سمعنا عنها حتى أصبحنا نحلم بها...نحلم باليوم، الشهر، السنة، العقد...أو بالأحرى بجيل جديد ربما يستفيد منها. لأننا انتظرناها حتى الهرم، بأجساد صامدة في وجه السنين التي توالت علينا بحصاد هزييييل إن لم نقل منعدم للمكتسبات التي حققت لنا كأشخاص في وضعية إعاقة. ليصبح تخليد اليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة بمثابة يوم لذر للغبار في العيون على حقيقة واقع مر،أضحى من الصعب إخفاء معالمه،خصوصا بعد التقرير النقدي الصادم الذي جاء به المجلس الاقتصادي والاجتماعي المحذّر من الوضع اللاإنساني التي تعيش فيه هته الفئة،وذلك لغياب المقاربة الحقوقية في السياسات التي ترتكز عليها الحكومة، مما يجعلنا أمام وضع قانوني لا يأطرنا و مسار تنموي يقصينا... كل هذا في ظل ترسانة من القوانين الخاصة لأشخاص في وضعية إعاقة لم يفعّل منها حتى أبسطها و أيسرها،لتعزز بالفصل34 من الدستور المغربي الجديد الذي ينص على قيام السلطات العمومية بوضع وتفعيل سياسات موجهة إلى هته الفئة و إعادة تأهيلهم وإدماجهم في الحياة الاجتماعية والمدنية وتيسير تمتيعهم بالحقوق والحريات المعترف بها للجميع. ناهيك عن الاتفاقية الدولية التي وقع عليها المغرب مؤخرا و التي تلزم الحكومة على حماية و تعزيز حقوق هته الفئة من المجتمع. لنودع هذا اليوم وكأننا لم نستقبله بدءا، في غياب الحفاوة المطلوبة في مثل هذه المناسبات ولسان حالنا يهمس له بمطلع قصيدة الشاعر المتنبي: عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ