أحيانا أخالني ملاكا له جناحان 000 و أوقات أخرى أخالني فراشة بلون زهري 000 وفي بعض الأحيان أتخيلني سمكة 000 نعم سمكة صغيرة حمراء 000 لكن حين انظر في المرآة ألمح شفاه ٬ و عيون٬ و انف 000 اتحسس وجهي باهتمام 000 أشبه الانسان !! 000 أعيد الكرة لأتحقق من انعكاس صورتي 000 أظنني انسانا 000 استحال وجهي الى شكل غريب لا أعرفه 000لا يمت الي بصلة٬ وجه بألوان الطيف بعضي يشمئز من بعضي 000 بعضي يتفنن في اخفاء بعضي 000 ألبس زي تنكري لأداري قبح نفسي ٬ أخفي عيوبي كما أخفي التجاعيد و البثور من على وجهي ٬كل المساحيق كل الالوان جربتها000 مصطنع كل ما فيﱠ 000 بل مزيف 000مبتذلة أنا حد التفاهة 000 مزدوجة كل انفعالاتي وتفاعلاتي ٬ أتخبط بين المفروض وقوعه ٬ وما يقع فعلا ٬ بين ما هو كائن وبين ما يجب أن يكون ٬ توغل النفاق فيﱠ حتى أصبح مرضا 000 وكأنما مكتوب على جدران جيناتي أن أصير كائن جديد ٬ نصفه إنسان و نصفه الأخر حرباء و مثل أي كائن يبدأ صغيرا ثم ينمو و يترعرع 000 كبرت الحرباء داخلي000تغذت على روحي 000 شربت دمي000 الى أن مات جزء مني٬ اختفى للأبد لقد قضيت حياتي أرسم صورا و ملامحا لا تشبهني٬ وكأنما شخص أخر غيري يستعير لساني و وجهي ٬يقدم مسرحية متقنة مهيأة دوم للعرض ٬ يلقي خطابات طويلة تهتز لها العروش ٬ و تطأطئ لها الرؤوس ٬ ينصب نفسه ولي من أولياء الله ٬ لا لشيء إلا ليظهر بمظهر أسمى ٬و أرقى ٬ و أفضل هل أشعر بتقريع الضمير ؟ لا مطلقا 00 و الواقع -اذا صح القول- فأظن أنني بلا ضمير٬ لقد عاهدت نفسي على الظلال و التظليل 0كيف حدت هذا ؟! لا أدري حقا0 ألا يعتبر ما اقره اعتراف مهين ؟ ؟ أليست تصريحات مشبوهة ؟ ربما انه النمط الجديد للحياة ٬حقيقة أخرى للإنسان غير التي عرفناها و عهدناها ٬ إنسان يشبه العجين قادر على تشكيل ذاته وفق ما يخدم مصالحه ٬آتراه الزمن الرديء ؟ زمن المنافقين ٬ المخادعين٬ المتلونين ٬زمن الأكاذيب العظيمة ٬و الأباطيل الكبيرة٬ زمن نتستر فيه بالدين لنمارس السياسية ٬ونتشدق بمفردات الحرية لنمارس الخلاعة٬ زمن الصدامات الدائمة ٬زمن الكلمات الساحرة التي تتسلل الينا بخبث لتغير مفاهيمنا ٬ زمن الماركات المستوردة ٬ والألبسة المستوردة ٬والثقافة المستوردة 000 لا شيء يشبهنا إنه لمن السخافة و الحماقة أن ألصق دناءتي بالزمن وهو منها براء ٬ ربما لأرضي نفسي وأهون عليها ٬أو ربما لأخفف عني قد يزدريني بعضهم الآن أليس كذلك ؟ لست أبهت حقا ٬ فهناك الألوف على شاكلتي0 رسوان بشرى 05/10/2012