قرأت مؤخرا خبر مفاده « أن وزارة الصحة قد أبرمت اتفاقية مع الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة »٬وتهدف الاتفاقية طبعا لمحاربة الرشوة بالمجال الصحي0 وكما كان الخبر مثيرا للسخرية و تعتبر ( هذه الوزارة ) وفية للمواطن ٬وحريصة على ضمان صحته وسعادته٬ فحين تهجرنا الابتسامة تسارع لعقد اتفاقيات (كاتفاقيتنا هذه ) لزرع البسمة على وجوهنا ٬ فإليها كل الشكر 0 والجميل في هذا المشروع الذي اعتبره يبين مدى تفوقنا في مسألة الفكر الخلاق٬ فاليوم وقد أبرمنا اتفاقية مع الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة 0000 وغدا ربما مع الهيئة المركزية للوقاية من اختلاس الأموال العمومية 0000وبعد غد الهيئة المركزية للوقاية من التستر و الصمت على الفساد 000 وهكذا دواليك نهج سياسة ( كول و وكل 000واحد يشفر و واحد يقلب عليه 00 بخير و كلشي خدام ) انه منتهى الإبداع0 بصدق ما إن سمعت بالأمر حتى قررت رفقة بعض الأصدقاء ( وطبعا نحن معطلون و ماعندنا ما يدار بالعربية)٬ أن ننشأ هيئة لمحاربة أي شيء ( المهم أن نحارب وخلاص ) ٬ونظرا لأن سواق الفساد كبيرة فيمكن لنا أن نجني الكثير 0 فمنهم نستفيد لقد نهجوا سياسة الضحك على الذقون ٬ فلما لا ننهجها أيضا 0 و يضيف المقال.« قد شملت مجالات التعاون بين الطرفين عدة محاور، منها تعميق المعرفة الموضوعية بمظاهر الرشوة في قطاع الصحة، وتبادل المعلومات المرتبطة بها، » وكأننا لا نعرف مظاهر الرشوة أو أسبابها ٬ بل من تعاظمها يجب أن نعمق معرفتنا بأسباب رفض القلة القليلة منا هذا المبدأ 0 و لم استطع تخيل كيفية« تبادل المعلومات »وما المقصود بها فإن كان المقصود بها تبادل الخبرات ٬ فأظن أن أتفه موظف ٬ فهو خبير بكل ما تحمله كلمة خبرة من معنى0أما إن كان المقصود بها تبادل المعلومات و تناقلها فهذا موضوع أخر (وتقول حنا نقصين تبركيك ٬ واحنا الشعب كامل حاضي الشعب كامل ) 0 و يضيف المقال «تجدر الإشارة الى أن الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة سبق وأن أبرمت اتفاقيتي تعاون٬ مع كل من وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، ووزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية.» وقد قلت في نفسي غاب عني هذا الحدث ( ربما كنت مشغولة حينها بتتبع أحداث مسلسل العشق الممنوع وطبعا عذرت نفسي ٬ فالمسلسل لا يحتمل التأجيل ٬ لكن الرشوة يمكن أن نؤجلها للقرون القادمة ) وعبارة (وزارة الإسكان والتعمير )هذه لا أدري إن كان المقصود بها وزارة الإسكان المغربية ٬ فعلى حد علمي الخروقات التي يعرفها هذا المجال منشورة على صفحات الجرائد ٬ فكل يوم تأتينا فضيحة تعمير بمنطقة معينة (على عينيك ابن عدي) 0 وعلى ذكر موضوع التعمير خطر ببالي ذاك الإشهار الذي شارك فيه مجموعة من الفنانين المغاربة (الله يخلف عليهم) حين سمعت تهليلاتهم أ ول مرة (كيسحب لي كيفرقوا الديور فابور) لأن الإشهار ككل يشبه حملة للتبرع أو مشروع خيري وبصدق (الله يهديهم علينا وخلاص) لأننا لا نملك إلا أن نطلب لهم الهداية بقلم