قالت مصادر إعلامية أمر يكية إن تقريرا صدر حديثا عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.أيه) حذر من أن الوضع الأمني قد يسوء في مجمل الأراضي العراقية وليس في العاصمة بغداد فقط. ونقلت شبكة سي إن إن عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية قوله إن التقرير الذي نقل إلى واشنطن الإثنين الماضي عبر مسؤول (سي.آي.إيه) في العراق أشار إلى أن تقييم الوضع الأمني في العراق أكثر إلحاحا وتشاؤما عما نقل سابقا عبر قنوات سياسية. ومن غير الواضح ما إذا كان التقرير هو أحد أسباب الزيارة العاجلة التي قام بها الحاكم المدني الأمريكي لواشنطن حيث يلتقي مع الرئيس بوش وكبار مسؤولي الأمن القومي الامريكي. ونقلت الشبكة عن مصادر أمريكية قولها إنه جرى بحث التقرير خلال اجتماع حضره كبار المسؤولين الأمريكيين. وقال مصدر رفيع في الإدارة الأمريكية إن بريمر موافق على تقييم الوكالة وإنه أضاف ملاحظاته الشخصية على التقرير الذي نقله مسؤول الوكالة إلى واشنطن وأكد مسؤول آخر رفيع في الإدارة الأمريكية إن التقرير يلقي الضوء على عدة مسائل أمنية رئيسية وأنه أشار إلى أن الأمور ستسوء في العراق. في الوقت ذاته، أشار التقرير الاستخباري إلى تدفق أعداد إضافية من العراقيين بين صفوف المقاتلين بينهم عدد كبير من الطائفة السنية كانوا في الماضي على الحياد إلا أنهم حاليا يعتقدون أنهم قادرين على التسبب بخسائر للأمريكيين كما أوضح أن توافر الذخيرة بيسر يسهل شن الهجمات وقالت صحيفة فيلادليفيا انكوايرر إن التقرير يرسم صورة قاتمة للاوضاع السياسية والامنية داخل العراق، وينذر من التهديدات التي قد تواجهها الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة لاعادة بناء هذا البلد، على اعتبار أن الديموقراطية الوليدة فيه يمكن أن تنهار إذا لم تتخذ إجراءات فورية لتصحيح الخلل القائم. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قوله إن الحاكم المدني للعراق بول بريمر، الموجود في واشنطن في زيارة مفاجئة لتقييم الاستراتيجية المتبعة في العراق، أيد معظم ما جاء في استنتاجات تقرير السي آي ايه. كما يشير تحليل السي آي ايه، حسب الصحيفة، إلى أن السياسة الأمريكية في العراق وصلت إلى نقطة تحول تزامنت مع تحرك إدارة الرئيس الأمريكي باتجاه اتخاذ خطوات لتصعيد الحرب على المسلحين المتمردين من عراقيين وعرب على الوجود الأمريكي في العراق من جانب، والعمل على الاسراع في تسليم السلطة السياسية للعراقيين أنفسهم من جانب آخر. وتقول الصحيفة إن عددا من صناع السياسة الأمريكية البارزين قد أعربوا عن ضيقهم وتبرمهم من عدم إيصال صورة أكثر تشاؤما للرئيس الأمريكي مقارنة بالصورة المتفائلة عن الحالة العراقية التي يرسمها له مقربون منه مثل نائب الرئيس دك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفلد وغيرهم ممن يعتبرون من الصقور المتشددين في واشنطن. لكن الصحيفة ترى أن الصورتين المتعارضتين تحملان في طياتهما مخاطر ظاهرة، إذ إن تصعيد العمليات العسكرية يمكن أن يدفع بالمزيد من العراقيين نحو مقاومة الأمريكيين، في وقت تحذر فيه السي آي ايه من عجز وعدم كفاءة المؤسسات العراقية الحالية ومن أبرزها مجلس الحكم في القيام بالواجبات الرئيسية المطلوبة منه. وقد تضمن اجتماع بريمر في واشنطن نقاشا حول كيفية إعادة تجنيد قوات الأمن العراقية والجيش العراقي الجديد، حيث يخدم حاليا فيهما قرابة 118 ألف عسكري، وتحاول واشنطن رفع العدد إلى نحو 220 ألف عسكري خلال العام المقبل. وكان بريمر قد حضر اجتماعا في البيت الأبيض مع كل من الوزير رامسفلد ووزير الخارجية كولن باول ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ومسؤولين بارزين آخرين لدراسة الأوضاع السياسية