كما أشرنا في عدد أمس اختارت حركة التوحيد والإصلاح الأستاذ محمد الحمداوي رئيسا للحركة وذلك في الجمع العام الاستثنائي المنعقد أول أمس الأحد بقاعة علال الفاسي بأكدال بالرباط. كما صادق على الأستاذ محمد يتيم نائبا له والأستاذ عبد الناصر التيجاني منسقا لمجلس الشورى. وصادق أيضا على تركيبة المكتب التنفيذي الذي يضم، بالإضافة إلى الرئيس والنائب ومنسق مجلس الشورى، كلا من الإخوة: أحمد الريسوني، أوس الرمال، رشيد بلفقيه، نعيمة نيعيش، عز الدين توفيق، عبد الإله بنكيران، عبد الجليل الجاسني، عبد الرحيم الشيخي، سعد لوديي، عبد السلام بلاجي، وعبد الله بها. وهي التشكيلة نفسها التي أفرزها الجمع العادي الأخير (دجنبر 2002) باستثناء الدكتور سعد الدين العثماني، الذي كان قد طلب إعفاءه من عضوية المكتب التنفيذي بسبب تعذر الجمع بين المسؤولية الحزبية والمسؤولية في المكتب التنفيذي للحركة. وجاء عقد الجمع العام الاستثنائي تنفيذا لمقتضيات القانون الداخلي بعد استقالة الدكتور أحمد الريسوني. وجرت وقائع إعادة تشكيل الهيئة القيادية للحركة وفق ما تنص عليه المساطر ذات الصلة. تجدر الإشارة إلى أن عملية فرز القيادات داخل الحركة تخضع لمسطرة شورية تقوم على أساس أن الترشيح يكون من المندوبين في الجمع العام، حيث تفرز لائحة مكونة من 3 أفراد من الذين حازوا على أغلبية الأصوات، يجري بعد ذلك التداول حول أرجحهم لتحمل المسؤولية، بحيث أن مسؤولية الترشيح والانتخاب ترجع إلى الجمع العام وحده. وقد أفرزت عملية الترشيح الأولى عدة أسماء ضمت كلا من الأستاذ محمد الحمداوي ب162 صوتا والدكتور عز الدين توفيق ب129 صوتا والأستاذ عبد الإله بنكيران ب57 صوتا. وكان الإخوة الثلاثة في مقدمة الذين أخذوا الكلمة في عملية التداول، حيث اعتذر كل واحد منهم عن تحمل المسؤولية ورجح أحد الأخوين الآخرين. واستمرت مرحلة التداول التي دامت حوالي ثلاث ساعات تدخل فيها المندوبون بكل حرية ومسؤولية لإبداء آرائهم في الإخوة الثلاثة، ثم جاءت عملية التصويت، التي أفرزت نفس الترتيب دون إعطاء الأغلبية المطلقة، كما هو منصوص عليه في القانون الداخلي، مما استدعى إجراء دور ثان بين كل من الأستاذ محمد الحمداوي والدكتور عز الدين توفيق حيث حاز الأول على 188 صوتا مقابل .47 وهكذا يكون الجمع قد انتخب الأستاذ محمد الحمداوي رئيسا للحركة. وفي خطوة ثالثة اقترح الرئيس المنتخب على الجمع العام الأستاذ محمد يتيم نائبا له، وبعد المداولة صادق الجمع العام على نائب الرئيس. وتواصلت عملية المصادقة، حيث صادق الجمع العام على الأستاذ عبد الناصر التيجاني منسقا لمجلس الشورى، ثم اختار أعضاء المكتب التنفيذي وفق مسطرة المصادقة. تجدر الإشارة إلى أن التداول عرف جوا رفيعا من المسؤولية والعمق في النقاش، الذي استحضر المهام المطروحة على قيادة الحركة من المرحلة الراهنة، وعلى رأسها خدمة شعار المرحلة وأولوياتها ووظائفها الأساسية. كما تناول النقاش أهمية التفكير في إعداد القيادات والأطر، والاهتمام بإعطاء الأولوية للحركة ووظائفها الأساسية في تدبير الموارد البشرية المتوفرة. وتميزت الجلسة الاختتامية بكلمة للمجاهد الحاج محمد أطلس بلحاج، الذي حضر الجمع العام بصفته عضوا ملاحظا في الحركة، حيث عبر عن فخره واعتزازه بانضمامه إلى حركة التوحيد والإصلاح، كما ذكر بمساره ونضاله في الحركة الوطنية خلال مرحلة الاستعمار وما بعد الاستقلال، شاكرا بالخصوص الأستاذ امحمد طلابي الذي وجده خير موجه وصديق، مما ساعده على أن يلتحق بصفوف الحركة الإسلامية التي اعتبرها امتدادا للنضال الوطني المنبعث من الروح الإسلامية خلال المرحلة الاستعمارية.