● أنا بحمد الله عز وجل أحيانا أبكي من خشية الله في الصلاة، ولكن اتضح لي أني أبكي في الأيام التي تكون قد حدثت فيها أمور لا أحبها أو أمور تنغص علي حياتي، أو عند البلاء فقد أبكي في ليلة ما وأكون في نهارها قد أخذت درجة امتحان سيئة، وقد أبكي عندما يسقط شهداء، فهل بكائي هذا من خشية الله أم أنه بسبب هذه المشاكل؟ ❍ البكاء آية من آيات الله سبحانه وتعالى في خلق الإنسان لقوله تعالى: ( وأنه هو أضحك وأبكى) والإنسان يبكي إما من تقلبات الظروف والأحوال أو لفقد عزيز أو حينما تشتد عليه المحن والكروب، ولكن هناك نوعاً من البكاء يريح القلب ويمتع النفس ويجعل الصفاء يحيط بالإنسان كله، ذلك هو البكاء من خشية الله الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن جزاء الباكين من خشية الله أن النار لا تمسهم فلقد قال صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)، وأيضاً العين الباكية يكون صاحبها في ظل الله يوم القيامة، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني اخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه). ونقول للأخت السائلة، اعلمي أن الشيطان لا يأتي لمن يقترفون المعاصي فيوسوس لهم، وإنما يأتي لمن يقوم بالطاعات فيوسوس له أن ما يؤديه من طاعة إنما يؤديه رياء أو سمعة أو ليس فيه إخلاص وبالتالي عليك أن تطردي هذا الشيطان، وهذه الهواجس والبكاء في الصلاة حتى ولو كان هناك حوادث معينة تصاحب يومه فإنه بكاء بين يدي الله سبحانه وتعالى وفي حضرته وبالتالي سيكون لك الجزاء الأوفى من الله سبحانه وتعالى والمثوبة على بكائك.