أكد حزب الاستقلال في بلاغ له، أن الخطوة التي أقدم عليها كريستوفر روس، كما ورد في التقرير الأخير حول قضية الصحراء، تهدف إلى إضعاف "سلطة المغرب على أقاليمه الجنوبية من خلال الدعوة إلى توسيع اختصاصات بعثة المينورسو وخلق آلية لمراقبة حقوق الإنسان". وأبرز الحزب، أن روس قام بذلك "عوضا عن التمسك بالمحددات والضوابط الأساسية التي أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي عبر المفاوضات في احترام لروح الواقعية والتوافق". و شدد البلاغ الصادر عقب الاجتماع الأسبوعي العادي للجنة التنفيذية للحزب، أن روس "لم يحرز أي تقدم في مهمة الوساطة التي كلف بها، بل على العكس اقترنت فترة توليه هذه المهمة بتكثيف الخصوم لمحاولاتهم الهادفة إلى تقويض المسلسل التفاوضي وعرقلة الحل السياسي". وكان خصوم الوحدة الترابية للمغرب قد فشلوا في إخراج مهمة "المينورسو" عن وظيفتها، رغم التقرير "السلبي" الذي رفعه المبعوث الشخصي للأمم المتحدة كريستوفر روس إلى الأمين العام بان كي مون، وذلك عقب القرار 2044 لمجلس الأمن الصادر مؤخرا، والذي قرر تمديد بعثة "المينورسو" حتى 30 أبريل من السنة المقبلة، وحث جميع الأطراف المتنازعة إلى إبداء التعاون مع البعثة واتخاذ خطوات لضمان أمن موظفي الأممالمتحدة وضمان تنقلهم دون عوائق. قرار مجلس الأمن، اعتبرته وزارة الخارجية والتعاون منذ إعلانه تعزيزا لخيارات الحل السياسي ودعما لمسلسل المفاوضات كسبيل وحيد للتسوية، بالمقابل سارعت الدبلوماسية المغربية إلى التعبير عن غضبها من الانحياز الواضح للمبعوث الشخصي للأمم المتحدة، وقام سعد الدين العثماني وزير الخارجية والتعاون بزيارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن المنتظر أن يقوم بزيارات أخرى تشمل عددا من الدول الأوروبية والصديقة خلال الأيام المقبلة، من أجل إبداء اعتراض المغرب على طريقة روس في ممارساته التي لم تكن موضع رضى المغرب، وصرح العثماني لموقع "هسبريس" قبل أيام، أن وزارته تدرك أن هناك نية لاستعمال مختلف الآليات لتوسيع صلاحيات "المينورسو" في الصحراء وبالتالي الإساءة إلى مصالح المغرب، مشددا أن "تقييما للمسلسل التفاوضي الذي ترعاه الأممالمتحدة، تم وضعه بين يدي الأمين العام للمنظمة"، وقال العثماني، إن المغرب لديه ملاحظات كثيرة حول روس الذي أظهرت تصرفاته وردود فعله أنه تحيز لفائدة خصوم المغرب. واعتبر مراقبون، أن المغرب من حقه أن يبدي ملاحظاته حول أداء روس ويقدم تقييما شاملا للمفاضوات ومدى نجاعتها في إيتاء أكلها،، حيث أكد سعد الركراكي أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بسلا، أنه من الطبيعي أن يضغط المغرب في اتجاه تغيير مضمون بعض فقرات التقرير، وفي حالة لم يتم ذلك أن يطالب بتغيير مبعوث الأممالمتحدة، مبرزا تصريح ل"التجديد"، أن عمل المبعوث في نهاية المطاف ليس له تأثير كبير في تقديم حل للقضية، إذ ينحصر دوره في تهدئة الأوضاع ورعاية المفاوضات. من جهته، أشار سعيد الصديقي أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بفاس، إلى أن هناك ثلاثة عوامل أساسية وراء تغير أسلوب الدبلوماسية المغربية في اتجاه مسألة المفاوضات؛ أولا، اقتناع المغرب بعدم جدوى مسلسل المفاوضات الحالي نظرا لعدم حصول أي تقدم يذكر بسبب تعنت "البوليساريو" وعدم إبداءها للمرونة اللازمة، ثانيا، التحول الذي لوحظ على موقف روس لاسيما في تقريره الأخير، كما أن عدم حصول تقدم في المفاوضات يرجع في جانب مهم منه إلى المبعوث الأممي الذي لم يقدم اقتراحات مهمة في هذا الشأن،ثالثا، نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في الجزائر التي خيبت آمال الكثير من أبناء المنطقة المغاربية، وأظهرت أنه ليس هناك أمل كبير في تعديل السياسة الخارجية للجزائر اتجاه قضية الصحراء. وأضاف الصديقي في تصريح ل"التجديد"، أن اقتناع الدبلوماسية المغربية بضرورة الإعلان عن فشل مسلسل المفاوضات الحالي حصل مباشرة بعد صدور تقرير مبعوث الأمين العام، لكنها تريثت في الإعلان عن ذلك حتى ترى ما ستسفر عليه الانتخابات الجزائرية.