أكد عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يوم الثلاثاء فاتح ماي 2012 في كلمته بالتظاهرة المركزية للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب لتخليد ذكرى فاتح ماي بالدار البيضاء، (أكد) على أن الإصلاح لا يمكن أن يكون دفعة واحدة، وإنما يتأتى بالتدريج، مضيفا بالقول «هناك مشاكل..، ولكن هذا جو جديد للثقة به سنعتمد إعطاء الحقوق وإنصاف المظلومين، وبالصرامة في تطبيق القانون وبمقاربات تأخذ بعين الاعتبار ظروف المجتمع». وعبر بنكيران عن سعادته بالمشاركة في هذا العيد العمالي، التي قال بأنها «تعيد له الأمل وتقول له لا تلتفت للتشويش والمؤامرات، فإن هذا الشعب يقول لك استمر في الطريق الذي أنت فيه»، مضيفا بأن مشاركته أيضا تذكره بتاريخه في مسيرة 35 سنة بالحركة الإسلامية. وتوجه مخاطبا جموع المواطنين الذي شاركوا بالتظاهرة «شرفتموني بأن بوأتم الحزب الذي أترأسه الصدارة في الانتخابات، والملك عينني على رأس الحكومة، فإن ضحيت بعمري في سبيل الله معكم سأكون فرحا (..) لقد أصبحت رئيسا للحكومة بفضل الله بكم، واليوم الذي لا تريدونني لن أبقى رئيسا للحكومة». وذكر رئيس الحكومة بأمور قال لا ينبغي أن تمس في المغرب لا شك ولا خلاف حولها، موضحا «نحن أمة مسلمة لذلك فالهوية لا مفر منها، وأن المغاربة لن يسمحوا بالمس بالوطن وبالملكية والملك». ولكن المغاربة – يضيف بنكيران_ لا يمكن أن يسمحوا بأن يتحكم فيهم الفساد أو أن يتحكم فيهم الأقوياء ، ولهذا فالإصلاح في إطار الاستقرار ضروري». وأوصى المشاركين بثلاثة أشياء، أولها بالقول لمن سماهم ب « أصحاب المؤامرات.. لا تضيعوا وقتكم أنا لن أصطدم مع جلالة الملك»، وثانيها الصبر على الإصلاح، وثالثها الدفاع عن الحكومة. من جهته قال محمد يتيم الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بأن الاتحاد في مسيرته العمالية يقف اليوم من أجل تقييم حجم المسافة التي قطعتها بلادنا بين فاح ماي 2011 وفاتح ماي 2012، و يؤكد أن نجاحات الاستحقاقات الانتخابية هو نجاح للمغرب و كسب للمغاربة جميعا. مضيفا بأن هذا النجاح هو نجاح للطبقة العاملة و للمهمشين و المستضعفين لأن الأمر يتعلق لأول مرة بحكومة لها شرعية انتخابية و لها مسؤولية سياسية و شريك اجتماعي مسؤول و جدير بالثقة . وشدد يتيم على أن تعزيز المكاسب السياسية و الاجتماعية و تطويرها هي معركة نضالية طويلة تحتاج من الطبقة العاملة يقظة دائمة و التزاما نضاليا متواصلا إلى جانب كل قوى الإصلاح. مجددا التأكيد على أن الإصلاحات السياسية لا تكتمل إلا إذا انعكست آثارها على المستوى الاجتماعي بإقامة العدالة الاجتماعية و تقليص الفوارق و تعزيز كرامة المواطن عامة و الطبقة الشغيلة على الخصوص. مشيرا إلى أن الحكومة أعطت إشارات مشجعة في هذا الاتجاه، من خلال عدد من التدابير الاجتماعية التي جاء بها التصريح الحكومي خاصة ما يتعلق بصندوق الدعم الاجتماعي و صندوق التضامن العائلي و السعي لتعميم نظام المساعدة الطبية، و الزيادة في المنح الجامعية التي يستفيذ منها عدد كبير من أبناء الطبقة العاملة و إعفاء الطبقات الفقيرة من رسم السمعي البصري و بعض الإجراءات التي تتجه نحو إصلاح النظام الضريبي. وعن القانون التنظيمي الذي سينظم الحق في الإضراب، قال يتيم «نحن مع إخراجه شرط أن يكون متوازنا، كما أنه ينبغي أن يضمن حق العمل و الحد الأدنى من الخدمات، و أن يجرم المساس بالحريات النقابية و بالحقوق الأساسية للعمال». وشدد في ختام كلمته بالمناسبة على مواصلة مساندة أي مبادرة حكومية إصلاحية تصب في مصلحة الوطن و لفائدة المستضعفين و الشغيلة المغربية. مع السعي و في أن تكون النقابة قوة اقتراحية موضوعية. من جهة أخرى، عبد الجليل الجاسني رئيس حركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط في تصريح ل «التجديد» قال : «خرجنا كحركة التوحيد والإصلاح للمشاركة في هذا العيد العمالي، لأننا نعتبر أن كل أعضاء الحركة إما موظفين أو عمال ، وخروجنا هو مناصرة لكل الطبقات الشغيلة في حقوقها التي تطالب بها خصوصا وأننا شركاء في هذا الموضوع مع حزب العدالة والتنمية ونقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، ولذلك فإنا نساند كل تحرك من أجل تحقيق مصالح العمال المشروعة» وفي كلمة باسم لجنة العمل النسائي للاتحاد، أكدت حليمة صغور على التزامات النضال من أجل النساء العاملات، تماشيا مع شعار المنظمة النقابية «جميعا ضد الفساد ومن أجل العدالة الاجتماعية» في هذه السنة، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات توفير الشروط اللازمة للمزاوجة بين متطلبات الاهتمام بالأسرة ومستلزمات الارتقاء في سوق الشغل، وكذا سن تشريع اجتماعي ينسجم مع خصوصية المرأة العاملة ومتطلبات الأسرة، وأكدت على تحسين شروط عمل المرأة ومراجعة النصوص التي تصون حقوقها وخصوصيتها النوعية. وكذا تأمين الحماية الاجتماعية بمختلف مؤسسات الإنتاج الفلاحي والصناعي.