حذر ناشطون بيئيون ومواطنون في اتصالات متكررة ب «التجديد» من خطر القضاء على أشجار معمرة بمدينة مراكش، تعتبر معلمة للمدينة وبقيمة كبيرة لا تقدر بثمن على حد تعبيرهم، مطالبين بضرورة توفير المزيد من المساحات الخضراء بدل قطع الأشجار بدعوى توسيع الطرقات. ودق هؤلاء نواقيس الخطر هذه بقوة في الوقت الذي لم يجد المجلس الجماعي لمدينة مراكش هذه الأيام حلا لتهيئة وتوسيع شارع الحسن الثاني، إلا بقطع أشجار معمرة على طول عدة كيلومترات بدأها من جهة دوار العسكر وحي المسيرة. ويبدو من خلال لوحة المشروع أن هذه المجزرة البيئية ستطال أيضا أشجارا معمرة قرب مركز البريد بجيليز وعلى طول الطريق المؤدي إليها انطلاقا من محطة القطار. وقالت المصادر ذاتها إن هذه الأشجار تعتبر إضافة إلى قيمتها البيئية، إرثا بيولوجيا وحضاريا للمدينة، معبرين عن استعدادهم لخوض أشكال احتجاجية إذا لم يلتفت إلى ندائهم. وفي اتصال بالناشط الجمعوي والباحث بجامعة القاضي عياض، الأستاذ الفاكهاني أوضح من خلال حسابات رياضية أن المدينة تحتاج نظرا إلى عدد سكانها ودون احتساب النشاط المروري إلى حوالي 22 ألف هكتار من المساحة الخضراء، في حين لا تتوفر المدينة التي تبلغ مساحتها 230 كلم مربع منها إلا على 350 هكتار من المساحة الخضراء إضافة إلى 10 آلاف هكتار من أشجار النخيل، و500 هكتار من أشجار زيتون حدائق أكدال، و80 هكتار من حدائق المنارة، مما يعني أن المدينة ينقصها أكثر من 10آلاف و600 هكتار من أجل تدوير ثاني أكسيد الكربون، وشرح أن كل هذه الحسابات من أجل القول للمسؤولين أن المدينة في حاجة إلى المساحات الخضراء من أجل أمر استهلاكنا للأكسجين. وأشار الفاكهاني إلى أن ما نلاحظه الآن وفي تناقض تام مع المنطق، هو قطع الأشجار بدون رحمة ولا شفقة، كما هو الحال في شارع الحسن الثاني، هذه الأشجار لا تعتبر فقط رئة المدينة، بل أكثر من ذلك إرثا نباتيا وثقافيا بالنظر إلى عمرها الطويل ورمزيتها لمدينة مراكش. وأضاف المتحدث ذاته أنه حان الوقت للغرس بدل التخريب، وأن الحل وإن كان ولا بد هو نقل هذه الأشجار إلى مكان قريب بدل قطعها، متسائلا ألم يحن الوقت بعد إلى إنجاز تصميم تهيئة المدينة للأجل البعيد، بدل تخريب ما قام به السابقون. جدير بالذكر أن «التجديد» حاولت الاتصال بعمدة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري، لكن هاتفها ظل يرن دون رد، كما لم تجد جوابا شافيا عند عدد من المستشارين الجماعيين. ويشار إلى أن تهيئة شارع كماسة الرابط بين مطار المنارة والمدينة القديمة، والتي لم تنته بعد وفي كل مرة يظهر الشارع بحلة غير تلك الموجودة على لوحة المشروع، عرفت أيضا قطع عدد من الأشجار، والقضاء على حديقة جانبية كانت مليئة بالورود والأغراس النادرة كما كانت تضفي على الشارع رونقا وصرفت فيها أموال، وقد عوضت الآن بقطع من الاسمنت.