خيمت إحداث تونس ومصر على الوقفة الاحتجاجية التضامنية التي نظمتها الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بسلا مع القيادي في الحزب جامع المعتصم رئيس مقاطعة تابريكت ونائب عمدة سلا، حيث تجاوب الحضور، الذي قارب الألفين بحسب النائب البرلماني محمد الزويتن الذي يشغل مهمة الكاتب الجهوي للحزب بجهة الرباطسلا زمور زعير، مع شعارات مستوحات من شعارات تونس ومصر ''الشعب يريد إسقاط الفساد''، و''الشعب يريد إصلاح الدستور''، و''الشعب يريد إصلاح القضاء'' . الوقفة أيضا بحسب الزويتن وجهت ثلاث رسائل أساسية وذات دلالات عميقة، الأولى موجهة للذين أصدروا وأعطوا التعليميات لاعتقال جامع المعتصم ومن معه خصوصا المستثمر محمد عواد ورئيس مقاطعة بطانة رشيد العبدي، حيث وجه المحتجون إشارات مهمة تدعو إلى عدم تسييس القضاء وعدم التأثير عليه، خصوصا وأن كيفية وطريقة اعتقال المعتصم تم تسريبها قبل تنفيذها، كما أن إحالته على القاضي الشنتوف المختص في قضايا الإرهاب كان في علم بعض أعضاء هيئة الدفاع ومنهم المحامي مصطفى الرميد والذي سبق أن صرح بذلك، أما الرسالة الثانية حسب الزويتن فهي موجهة للذين يخططون لإرباك الأغلبية المسيرة لمدينة سلا، إذ أن الوقفة الحاشدة أكدت بالملموس أنهم لن يجنوا إلا الخراب، في حين تمثلت الرسالة الثالثة في كون الوقفة المذكورة لم يشارك فيها فقط أبناء العدالة والتنمية بل كانت وقفة من أبناء مختلف الأطياف السياسية والجمعوية والحقوقية والشبابية والنقابية الشرفاء والذين لهم غيرة على الشأن العام بسلا وعلى شرفاء المدينة. وعن الخطوات المقبلة بعد الوقفة، أكد المتحدث أنهم بصدد تفيعل عمل تنسيقية سلا لمناهضة الفساد والتي تم تشكيلها أخيرا من مختلف هيئات وجمعيات المجتمع المدني بسلا، بالإضافة إلى مزيد من التواصل مع المواطينن لتوضيح وشرح المحاكمة المشبوهة التي يحاكم فيها المعتصم ومن معه. إلى ذلك علمت ''التجديد'' أن شبيبة العدالة والتنمية ستنظم دورة لجنتها المركزية المقبلة بمدينة سلا، وسيتم تنظيم جلسة افتتاحية إشعاعية سيحضرها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وضيوف آخرون، ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن الدورة التي ستحمل شعارا مرتبطا بالمناضل جامع المعتصم. يذكر أن الوقفة الاحتجاجية المذكورة حضرها عدد مهم من أطر وبرمانيي وبرلمانيات العدالة والتنمية، بالإضافة إلى قيادات نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وجامعاته القطاعية، كما حضر ممثلون عن جماعة العدل والإحسان، وحزب الأمة، والتقدم والاشتراكية، والاتحاد الاشتراكي، وهيئات حماية المال العام، كما حضر الوقفة زوجة جامع المعتصم وابنته وشقيقه. كما كان لافتا حضور نسبة مهمة من العنصر النسوي في الوقفة التضامنية سالفة الذكر، التي انطلقت حوالي الساعة الحادية عشر صباحا، وانتهت حوالي الواحدة زوالا، والذي ضم برلمانيات وأستاذات وطالبات وموظفات وربات بيوت وتلميذات رددن بحرقة مختلف الشعارات التي كانت تقترحها اللجنة التنظيمية. مصطفى الرميد (هيئة الدفاع عن المعتصم) :نريد قضاء مستقلا نزيها نحتج لأننا نريد قضاء مستقلا نزيها، قضاء يضرب على أيدي الظالمين والمجرمين والمفسدين الحقيقيين، في الوقت الذي نجد أن البعض يسخر القضاء لسجن الصالحين والنزهاء الأمناء، نحتج ونتظاهر لنقول لا لتسخير القضاء من قبل بعض المتنفذون في هذا البلد لتحقيق مآرب وأهداف سياسية ونحن نحتج عليهم وليس على القضاء، لأن القضاء وسيلة، وللأسف هو غير مستقل، وغير نزيه، ونحن هنا من أجل الدفاع عن القضاء ونزاهته ضد الفاسدين وضد المتنفذين حيث كانت مواقعهم. حميد باكريم (حزب الأمة): كفى من توظيف القضاء لسجن المعارضين نحن هنا للتضامن مع ذ جامع المعتصم الرجل النزيه والمعروف بمواقفه الشجاعة، الكل يشهد له بالشجاعة والشرف، ونحن هنا لنقول لا لفبركة ملف المعتصم وإحالته على القضاء وترك المفسدين الحقيقيين، كفى من تصفية الحسابات السياسية، وكفى من توظيف القضاء لسجن المعارضين. محمد الحمداوي(القيادي في جماعة العدل والإحسان):لا يعقل أن يسجن الشرفاء ويطلق العنان للمفسدين نحن هنا في هذه الوقفة مع إخواننا في العدالة والتنمية لأمرين، الأمر الأول لنندد باعتقال الأستاذ جامع المعتصم، والأمر الثاني لنطالب بإطلاق سراحه فورا، فلا يعقل أن يحاكم الشرفاء في هذا البلد، ويطلق العنان للمفسدين ولناهبي المال العام، هذا الأمر يجب أن يتوقف خصوصا، وأن الملف معروف بتوظيفه لحسابات سياسية ضيقة، الأستاذ جامع المعتصم رجل نزيه يشهد له الجميع باستقامته وتفانيه في العمل، وهو بعيد عن هذه الشبهات التي ألصقت به، لهذا أؤكد على ضرورة إطلاق سراحه وعودته إلى مكانه الطبيعي لخدمة الصالح العام، كما نطالب بالوقف الفوري لهذه الانتهاكات الخانقة للحريات، ونؤكد على ضرورة متابعة المفسدين الحقيقيين وناهبي المال العام. أنس بنغموش(رئيس الفريق الاستقلالي بمقاطعة تابريكت) :نتمنى أن تصل الرسالة الوقفة كانت ناجحة بامتياز، كان هناك تأكيد على السخط وعدم الرضى على ما يقع في مدينة سلا، ونتمنى أن يفهم المسؤولون الرسالة، نحن لا نتدخل في القضاء، لكن قضية اعتقال الإخوة لمسنا فيها تدخلا فظيعا من طرف جهات نافذة في القضاء لأهداف سياسية، لذا نحن نحتاج إلى جواب سياسي، وحتى الشعارات التي رفعت كانت وجيهة، حيث طالبت بإصلاح القضاء ومنحه الاستقلالية الحقيقية لا الصورية، ومنحه الاختصاصات بعيدا عن كل تدخل، ولابد من حرية ممارسة العمل السياسي بعيدا عن الإرهاب والضغط، كما أنوه بأننا سررنا لأن هذه الوقفة ضمت مختلف أطياف اللون السياسي مع تمثيلية مهمة للمجتمع المدني بسبب التعاطف الذي لقيه ملف المعتقلين. محمد يتيم( الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ) :هذه محاكمة لكافة المنظمات النقابية خلال المؤتمر الجهوي للاتحاد الوطني للشعل بالمغرب لجهة الرباطسلا زمور زعير المنعقد يوم الأحد الأخير، وجهنا دعوة إلى كافة المؤتمرين والمناضلين إلى الحضور بكثافة إلى هذه الوقفة وهو ما تحقق ولله الحمد، لأن جامع المعتصم قبل أن يكون مستشارا جماعيا ونائبا لرئيس العمدة كان مناضلا بالاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ولازال، ومثل النقابة في مجلس المستشارين لمدة 12 سنة، وشهدت جميع مكونات المجلس كما شهد جميع الوزراء خلال فترته الانتدابية بنزاهة هذا الرجل، وبتميز هذا الرجل، وبنظافة هذا الرجل وبمستواه الرفيع، وأرشيف مجلس المستشارين شاهد على ما نقول، حيث كان المعتصم بمثابة أمة وكان كالنحلة يطوف على مختلف اللجان بالبرلمان، كما أنه مثل الاتحاد في اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم والتي وضعت الميثاق الوطني للتربية والتكوين، نحن نقف اليوم لنقول أن محاكمة المعتصم هي محاكمة لجميع الشرفاء، ومحاكمة للنزاهة، ومحاكمة للمجتمع المدني، ومحاكمة للمنظمات النقابية، ومحاكمة للأحزاب الشريفة، إنا نقدر أن هذه المحاكمة فيها نفس وتوجه استئصالي كالذي كان سائدا في تونس، والذي حاول أن يفرغ المجتمع المدني من حقيقته، وحاول أن يقضي على الأحزاب وعلى النقابات وانتهى الأمر به إلى ما انتهى عليه، والواقع شاهد عيان على أحداث تونس. إذن نقف هنا مع المعتصم كذلك دفاعا عن وطننا ودفاعا عن الديمقراطية في البلد، ودفاعا عن الحق حتى يكون الشرفاء والمخلصون من مختلف الهيئات الشريفة يتولون تدبير الشأن المحلي وتدبير الشأن العام وفي كل المجالات، نحن حاضرون هنا وسنحضر في أي وقفة احتجاجية تضامنية وسننقل هذه الوقفات إلى خارج الرباط وإلى كافة المدن.