أكد التقرير أن أحداث العيون يوم 8 نونبر سبقتها مواجهات بيوم واحد، نتيجة منع قوات الأمن لمواطنين كانوا متوجهين من العيون إلى المخيم. وفي يوم الاثنين استيقظ الناس على أخبار هاتفية مفادها وقوع هجوم على المخيم. ويشير التقرير إلى أشخاص كانوا يركبون سيارات رباعية الدفع نشروا إشاعات تحدثت عن أن ''السلطات قتلت 30 شخصا وأن المخيم أحرق عن آخره''. وأن ''المغاربة أحرقوا المخيم وقتلوا آبائكم وأمهاتكم''، ويقول التقرير إن انتشار هذه الأخبار دفع بالناس إلى الخروج في مسيرات حاشدة نحو أطراف المدينة، ولأن أجهزة الأمن تركت المدينة فارغة، فقد انتشرت الفوضى واندلعت أعمال التخريب والنهب. بل إن المتظاهرين صباح الاثنين ''رفعوا شعارات في مجملها تطالب باستقلال الصحراء عن المغرب، ورفعت أعلام البوليساريو على المؤسسات والإدارات والمباني''. وبالموازاة مع ذلك ظهرت كوماندوهات في شوارع المدينة معهم شخص يدلهم على أهداف محددة. وكانت ''هذه العمليات منظمة''. وكانت هذه المجموعات تتكون من'' أناس على متن سيارات من نوع لاندروفر تسير بسرعة فائقة..كان غرضهم ينحصر في ضرب رموز الدولة وإحراق مصالحها.. وكانوا يحملون أسلحة بيضاء وأيضا أعلام البوليساريو''. لكن النتيجة كشفت أن حصيلة المرافق والممتلكات التي تعرضت للتخريب أو الإحراق منها ما هو تابع للدولة ومنها ممتلكات خاصة من أبناك وصيدليات ومقاهي ومحلات تجارية. كما سجل التقرير استهداف الملثمين للتلاميذ أبناء الأعيان ورجال السلطة لأخذهم الأعيان. ويؤكد التقرير أن الظروف الأمنية التي جرت فيها الأحداث الصباحية كان هناك غياب شبه تام للأمن. بل إن بعض المؤسسات لم تكن بها حراسة أمنية. لذا استهدف مقر قناة العيون 20 شخص محمولين على سيارات لاندروفر ومعهم سيوف وحاويات البنزين وأحجار، ولم ينسحبوا إلا بعد اتصال مدير القناة بوالي الأمن، حيث حضرت دورية وأطلقت الرصاص في الهواء لإخراج المهاجمين. أما بخصوص الخسائر فقد قدر المجلس البلدي خسائره بحوالي 20 مليون درهم. إضافة إلى إحراق 40 ألف ملف للحالة المدنية من الأرشيفات. ونقل التقرير شهادات عن هوية الجهات المسؤولة عن العنف والتخريب، وقال إنها كانت منظمة وترفع شعارات سياسية، موالية للبوليساريو، انسحبت بعد دخول الجيش إلى المدينة. أما زوال يوم الاثنين 8 نونبر، فقد سجل التقرير أن الأحداث عرفت ''تغييرا خطيرا ابتداء من الساعة الثانية بعد الزوال''، تمثلت في ''عمليات اقتحام بيوت الصحراويين، مؤطرة من طرف الأجهزة الأمنية''، بل ''في المساء وإلى حدود منتصف الليل ستشهد أكثر عمليات الاقتحام والاختطاف والاعتقال''. ونقلت تصريحات مسؤولي الأحزاب والنقابات تذهب إلى ''اتهام السلطات الإقليمية بأنها كانت وراء خروج مجموعات المدنيين ضد الصحراويين''، واتهم برلماني عن نقابة حزب الاستقلال الوالي جلموس بأنه تورط في تجييش لمواطنين من الداخل ضد الصحراويين وعمت أعمال الشغب وتخريب الممتلكات''.