قرر المواطنان المغربيان عبد السلام الأنصاري وبوشارية الغالية، اللذان ادعت وكالة الأنباء (أوروبا بريس) الإسبانية مقتلهما على يد قوات الأمن المغربية خلال أحداث العيون رفع دعوى أمام القضاء الإسباني بشأن نشر أخبار مزيفة. وأوضح المحامي زهراش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد يوم الأربعاء 1 دجنبر 2010 أن المواطنين المغربيين قررا رفع شكاية جنائية أمام محكمة التحقيق بمدريد بشأن ترويج ''أخبار زائفة''حول وفاتهما خلال أحداث العيون والاعتداء على شرفهما، واستعمال أسمائهما في الدعاية السياسية من أجل المس بسمعة المغرب أمام الرأي العام الإسباني بخصوص الأحداث التي شهدتها مدينة العيون مؤخرا. وسيقوم المحاميان عبد الفتاح زهراش وعبد الكريم شقور بوضع هذه الشكاية أمام محكمة التحقيق بمدريد عقب ترويج وكالة الأنباء (أوروبا بريس) الإسبانية في قصاصتها المنشورة يوم 17 نونبر الماضي لمقتل عبد السلام الأنصاري وبوشارية الغالية على يد قوات الأمن المغربية خلال أحداث العيون. وفي السياق ذاته، قررت الأسرة المغربية التي بثت القناة التلفزية (أنتينا تريس) الإسبانية صورة جريمة قتل تعرض لها أفراد العائلة بالدار البيضاء على شاشتها كجرائم زعمت أنها وقعت خلال أحداث العيون تقديم دعوى ضد القناة الثالثة أمام القضاء الإسباني. وأوضح المحامي المغربي عبد الكبير طبيح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد يوم الأربعاء أن الأسرة المغربية قررت وضع شكاية لدى القضاء الإسباني ''بشأن المس بالحياة الخاصة ونشر صور لجثث من أجل التأثير على الرأي العام الاسباني''. وأشار طبيح إلى أن القناة التلفزية الإسبانية نشرت صورا لجثث تتعلق بأفراد هذه العائلة مما أحدث لهؤلاء ضررا معنويا مفجعا ومسا بحياتهم الشخصية بغرض التأثير على الرأي العام الاسباني وهو ما يعتبر خرقا واضحا لدستور المملكة الاسبانية ولقانونها الجنائي وللقانون العام المنظم للاتصالات والسمعي البصري. وفي موضع ذي صلة، أعلنت، مساء يوم الأربعاء، جمعية ''الآفاق الجديدة'' للأطر والمثقفين من أصل مغربي المقيمين بإسبانيا، عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأحد المقبل أمام مقر وكالة الأنباء الرسمية الإسبانية ''إفي''، للتنديد باستعمال هذه الأخيرة وبعض وسائل الإعلام الإسبانية الأخرى لصور مزيفة، ادعت أنها ''لقمع قوات الأمن المغربية ضد الصحراويين بالعيون'' حسب موقع أندلس بريس . وفي بيان لها، نقلا عن الموقع، أكدت الجمعية المذكورة أن ''بعض وسائل الإعلام الإسبانية أبانت عن نيتها في تضليل الرأي العام، وتزييف حقائق أحداث العيون، رغبة منها في الخلط والتشويش''. وأدانت الجمعية نشر صور لأطفال فلسطينيين ضحايا الغزو الإسرائيلي بغزة لسنة 2006 والادعاء بأنها صور لأطفال صحراويين أصيبوا برصاص قوات الأمن المغربية إثر تدخلها السلمي لفك مخيم ''أكديم إيزيك'' الاحتجاجي قرب مدينة العيون بالصحراء. ''إسرائيل'' تواصل الضغط على دول أوروبية لوقف محاكمة مسؤوليها وحسب وكالة ''فرانس بريس''، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ''ايغال بالمور'' تعليقا على هذا الخبر ''نحن مرتاحون لرؤية الحكومة الريطانية وهي تقدم مشروع القانون كما وعدت، وننتظر إقرار هذا التعديل في أسرع وقت''. وكانت جمعيات فلسطينية استفادت من هذا القانون لمطالبة محاكم بريطانية بالتحرك لملاحقة مسؤولين عسكريين وسياسيين اسرائيليين خلال زياراتهم لبريطانيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ودفع وجود هذا القانون العديد من المسؤولين الاسرائيليين إلى تجنب زيارة بريطانيا. وكانت الضغوط السياسية المكثفة التي مارستها الحكومة الإسرائيلية على إسبانيا وراء إغلاق محكمة الاستئناف الإسبانية التحقيق في قضية رفعتها منظمات حقوقية إسبانية وفلسطينية ضد مسؤولين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة بدعوى أن إسرائيل وليست إسبانيا هي الجهة التي عليها التحقيق في الحادث، وهذا القرار أسقط قراراً سابقاً، عندما أعلن القاضي أندرو من المحكمة الوطنية الإسبانية قرار مواصلة التحقيق في الأحداث المحيطة بالهجوم على حي الدرج بمدينة غزة.