وأبرزت وزارة الفلاحة أن مبيعات الماشية الموجهة لأضحية العيد ستجلب برسم هذه السنة7,7 مليار درهم، 80 في المائة منها بالوسط القروي. وأعلنت الوزارة أن الموفورات من الأغنام والماعز المخصصة للذبح ، بمناسبة عيد الأضحى لهذه السنة، تقدر بحوالي 7,6 مليون رأس منها 4,73 مليون من ذكور الأغنام و2,87 من إناث الأغنام والماعز، معتبرة أن الموفورات ستغطي الطلب. وأضافت الوزارة في بلاغ لها أن الطلب يناهز5,2 مليون رأس منها 4,75 مليون من الأغنام (4,2 من الذكور و550 ألف من الإناث) و42 ألف و800 من الماعز. وحسب البلاغ، فإنه ''من خلال مقارنة العرض بالطلب يتبين أن الموفورات ستغطي الطلب''. وأكد مصطفى أكوتي أستاذ الاقتصاد أنه خلال هذه المرحلة يرتفع الطلب والاستهلاك، وهذا ما يسمى من الناحية الاقتصادية عامل مضاعف، أي أن كل درهم ينفق يؤدي إلى استهلاك أزيد من 5 دراهم، وأن الأمر لا يقتصر عن تكلفة الأغنام، إذ هناك العديد من الأنشطة المتتالية.واعتبر أن هذه الفترة تعرف دينامية استهلاك كبيرة تنشط الاقتصاد، وأن المستفيد الأول هو القطاع الفلاحي، موضحا في الوقت نفسه أن القطاع الفلاحي بالمغرب يعرف طريقة تدبير تقليدية، وهو ما ينعكس على أرباح الفلاح الذي لا يفوق 20 في المائة من قيمة الإنتاج، على اعتبار أن الوسطاء يقومون بالتسويق والمخاطرة، وفي آخر المطاف الأرباح الكبيرة تكون لصالح الوسطاء والتجار. وأكد أن طريقة تدبير الفلاح المغربي بسيطة ولا يزاوج بين الإنتاج والتسويق، ويجب على الحكومة أن تتدخل من أجل مساعدته عبر تطوير آليات التسويق من خلال تعاونيات. وأضاف أكوتي أن رقم معاملات هذه المناسبة مرتفعة جدا، خصوصا إذا ضربنا ما تنفقه كل أسرة مغربية في عدد الأسر الإجمالي. ومن جهته قال فكوري سعيد مدير الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والمعز إن السنة الحالية تعرف وفرة من حيث العرض، وأن الرواج الذي تعرفه أيام العيد يستفيد منه الفلاحين والكسابة. وأوضح أن حوالي 70 في المائة من الكسابة باعوا منتوجهم خلال يوليوز وغشت الماضيين، مشيرا في الوقت نفسه أن هناك أنواعا من الكسابة. واعتبر أن الكسابة يستفيدون من مدخول مهم في هذه المناسبة، بالإضافة إلى أرباح الوسطاء ووسائل النقل فضلا عن الحرف الجانبية. وقدر فكور حجم الرواج في بيع الأغنام بأزيد من 10 مليار درهم إذا أخذنا بعين الاعتبار أن كل رأس يساوي 2000 درهم كمعدل. أنشطة أخرى موازية تعرف رواجا، والمرتبطة بالفحم والكلء واللوازم المنزلية المستعملة، فضلا عن تجارة الملابس، وفق المصدر ذاته. أنشطة موازية لا يقتصر اقتصاد العيد على الأغنام ووسائل النقل، بل هناك العديد من الأنشطة الموازية، من لوازم وآلات تستعمل في عمليات الذبح والأكل والجزارة والمواد الغذائية. وبين هذا وذاك، تعتبر هذه الفترة ذهبية بالنسبة لشركات الاتصالات التي تحقق مداخيل كبيرة في هذه المناسبة. وتعرف الأسواق انتشار كبير للتجارة لا تظهر إلا في هذا الموسم، خصوصا المرتبطة بالأضحية والأعلاف ولوازم الذبح والأكل، بالإضافة إلى ممتهني الجزارة الذي يسطع نجمهم خلال هذه الفترة. وأكد أكوتي أن فترة العيد تعرف العديد من المجالات نشاطا كبيرا، خصوصا تجارة الملابس واللوازم المخصصة في عملية الذبح. إكراهات كثيرة هي الإكراهات المرتبطة بالعيد خصوصا أمام الازدحام الذي تعرفه وسائل النقل وانتشار الأزبال، وقال كفوري إن عيد الأضحى يعرف تحديات، مرتبطة بالسوق غير منظم، إذ إن هناك محلات يتم كراءها بمحاذاة المنازل بالإضافة إلى العديد من المظاهر الأخرى. وأكد أن بعض الأسر تجد صعوبة في اقتناء الأضحية بسبب ارتفاع الأسعار، والتي تبقى أقل من المسجلة خلال السنة الماضية. وتستغل بعض المؤسسات التمويلية والأبناك هذه المناسبات من أجل دفع الأسر إلى الاقتراض منها، وهو ما يؤدي إلى الرفع من استدانة أسر لا تقدر على تلبية حاجياتها الموسمية، وبالتالي فإن ثقل مديونيتها يرتفع وتدخل عنق الزجاجة. الأغنام أما عن الحالة الصحية للقطيع، فأكدت الوزارة أنها مرضية بفعل حملات التتلقيح التي قامت بها مصالحها والمجهودات التي بذلها المهنيون، وكذلك بفعل الموفورات الكلئية. وبخصوص أثمان الأضاحي، أوضح البلاغ أنها خاضعة للعرض والطلب، وتختلف حسب جودة وصنف وسن الأضحية ومكان وزمن عملية الشراء. وأفاد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بأن الحالة الصحية للقطيع الوطني من الأغنام والماعز جيدة. وأوضح المكتب، أن الفضل في هذه الوضعية يرجع، بالأساس، إلى حملات التلقيح ضد أهم الأمراض المعدية التي قامت بها المصالح البيطرية للمكتب، والتي مكنت من تلقيح حوالي 23 ألف رأس، وكذا إلى الجهود المبذولة من قبل المهنيين. ويمكن للمواطنين، يوم العيد، الاتصال هاتفيا بالأطباء البيطريين التابعين لمصالح المكتب، من أجل الاستفسار عن أي معلومات حول الذبائح.