انتقد محمد بلبشير بشدة ما وصفه ب التخبط في المسيرة التربوية واللغوية التي يعرفها المغرب، واعتبر في عرض مفصل عن مخططات الاستعمار ضد العربية والإسلام والجهود المبذولة لمقاومتها قدمه بمناسبة تنظيم مؤسسة علال الفاسي للدورة الرابعة من سلسلة ندوات الذاكرة المائوية لميلاد علال الفاسي يوم السبت 18 شتنبر 2010 بالمركب الثقافي الحرية بفاس بحضور كل من الوزير الأول السيد عباس الفاسي ووزير تحديث القطاعات السيد سعد الدين العلمي إضافة إلى كل القياديين الاستقلاليين محمد بوستة وعبد الكريم غلاب عضوي الرئاسة في حزب الاستقلال وأعضاء من اللجنة التنفيذية ، أن الاضطراب الذي عرفه النظام التربوي والتعليمي في المغرب فسح المجال لسيادة اللغة الفرنسية وتحكمها في الحياة التربوية والإدارية والاقتصادية على حساب اللغة العربية الرسمية، معتبرا الحديث عن الدارجة وإحلالها مكان اللغة العربية جزءا من إعادة إحياء الماضي الاستعماري الذي بذلت الحركة الوطنية جهدا جهيدا من أجل مقاومته. واعتبر رئيس مؤسسة علال الفاسي أن عودة التنصير بكثافة إلى المغرب مؤشرا على تجدد نفس نزعات الهيمنة التي عبر عنها الاستعمار في فترة الحماية لتثبيت اللغة والثقافة الفرنسية في المغرب وتأكيد حضورها القوي في المجالات التربوية والثقافية بعد أن تثبت وجودها في المجال الاقتصادي والثقافي. ودعا بلبشير القوى الحية في الأمة إلى أن تجدد وعيها الوطني لمقاومة المخططات التي تستهدف الهوية العربية الإسلامية، وحذر بلبشير من محاولات استغلال الورقة الأمازيغية للتفرقة بين المغاربة مؤكدا أن الأمازيغية هي مكون أساسي لهوية المغرب الأصلية إلى جانب اللغة العربية. ومن جهته، حذر محمد السوسي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال من خطورة التخلي عن دور حماية اللغة العربية والهوية الحضارية للأمة، وقال في كلمة قدمها عن جهود علال الفاسي في الاجتهاد والتجديد: إن العلماء كانوا دائما في طليعة من يدافع عن العقيدة الإسلامية ومقومات الهوية الإسلامية للمغاربة وذكر بدور زعيم الاستقلال علال الفاسي في الدفاع عن الشريعة الإسلامية معتبرا كتابه النقد الذاتي أول كتاب يرسم معالم المشروع المجتمعي المغربي، وحرص في كلمته على التأكيد على أن حماية اللغة العربية ليس موجها ضد أي مكون من مكونات المجتمع المغربي وأن هيمنة اللغة الفرنسية يصب في نهاية المطاف في اتجاه إلغاء الجميع.