حذرت الأممالمتحدة من تحول العديد من المساحات الشاسعة من كوكب الأرض إلى صحاري قاحلة، إثر العوامل الطبيعية المرتهنة بالتغيرات المناخية والعوامل الإنسانية، الناتجة عن الاستغلال غير المتوازن. وقال برنامج الأممالمتحدة للبيئة، الاثنين الماضي، على هامش الحملة التي أطلقها لوقف زحف الرمال، أن تآكل التربة في الأماكن الجافة أثر على 3,6 مليار هكتار، أي ما يعادل ربع الأراضي الزراعية في العالم، وما يقارب مليار إنسان. و في نفس السياق، سبق لدراسات حكومية، أجريت أخيرا بالمغرب، أن أكدت أن نسبة 95 % من الأراضي المغربية مهددة بالتصحر، وأرجعت لعدة أسباب؛ أبرزها المناخ الجاف للمغرب، زيادة على زحف الرمال وعشوائية الاستغلال الغابوي. كما أن قانون المالية لسنة 2010, خصص حوالي 82 مليار درهم من أجل تنفيذ إستراتيجية تنموية للتدبير الحكيم والمعقلن للموارد المائية الوطنية، قصد التخفيف من أثار التصحر، الذي تشهده العديد من المناطق. وحسب بيان الأممالمتحدة، فإن 12 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة تتحول إلى صحاري كل عام، مما يتسبب (حسب المصدر) في خسائر ونقص كبير على مستوى الإنتاجية الزراعية، والذي تقدر قيمته إلى 42 مليار دولار سنويا. وتعتبر القارة الإفريقية، حسب خبراء الأممالمتحدة، الأكثر تضررا في ما يخص ظاهرة التصحر؛ إذ تتحول المناطق الساحلية الشبه جافة إلى أراضي قاحلة، خصوصا في المنطقة الممتدة من السنغال غربا، إلى شمال الصومال شرقا، مما يساهم في تعميق أزمات بعض الدول الفقيرة. يذكر أن المغرب، انضم عام 1996 إلى معاهدة الأممالمتحدة لمحاربة التصحر، التي تلتزم الدول الأطراف فيها، بإعطاء الأولوية لمحاربة التصحر عبرتخصيص موارد كافية لهذا الغرض، والقضاء على أسبابها، وربطها ببرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية، واعتمد المغرب منذ عام 2001 برنامج عمل لمحاربة الظاهرة.