أكد الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية والتعاون، أن السلطات المغربية تسعى بشكل جدي إلى حث الجهات الإسبانية على جبر الأضرار النفسية والمادية للمغاربة الذين شاركوا في الحرب الأهلية الإسبانية بين سنتي 1936 و.1939 وقال الفاسي، يوم الأربعاء 27 يناير 2010 بمجلس النواب، ردا على سؤال شفوي حول حقوق عائلات الجنود المتوفين والمفقودين في الحرب الأهلية الإسبانية، تقدم به الفريق الاستقلالي والفريق الاشتراكي، إن الحكومة المغربية ترى أن الوقت قد حان لإعطاء كل ذي حق حقه وضمان حقوق هؤلاء المحاربين وأسرهم، وخصوصا ما يتعلق بتحسين أوضاعهم المادية. وأوضح الفاسي الفهري أن المغرب يطالب إسبانيا اليوم بقراءة جديدة وجريئة وهادئة للذاكرة المشتركة، وذلك بعيدا عن أي أحكام نمطية مسبقة أو مبتذلة أو متشنجة وفق منهجية علمية دقيقة لفهم هذه المرحلة الغامضة من التاريخ المشترك لهذين البلدين الجارين في نطاق حوار بناء ورصين، حوار يكرس علاقات التعاون والإرادة الحقيقية للعمل على التصفية النهائية للإرث الاستعماري بكل أشكاله. وأبرز المسؤول المغربي أنه ليس هناك توافق في ما يخص أعداد هؤلاء المحاربين المغاربة، الذين ينحدرون من المنطقة الشمالية ومن الأقاليم الجنوبية الصحراوية، إذ تتحدث بعض المصادر عن 130 ألف شخص، وأخرى عن 100 ألف شخص، في حين تقدر المصادر الإسبانية عددهم ب80 ألف شخص، معتبرا أن أفظع ما في هذه الحرب تسخير نحو 9 آلاف طفل حسب بعض التقديرات. وأضاف الوزير المغربي أنه وحسب تقديرات الجمعية الوطنية لقدماء المحاربين فإن من بقي على قيد الحياة من هؤلاء المحاربين في المنطقة الشمالية يقدر ب1350 شخصا، أما في المنطقة الجنوبية فعددهم 600 شخص. مبرزا أن الجمعية المغربية لقدماء المحاربين ما فتئت تتحرك في عدد من المنتديات المعنية من أجل إنصاف هؤلاء ومعاملتهم دون أي تمييز.