تراجعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في المغرب خلال السنة الماضية 2008 إلى حوالي 2,34 مليار دولار مقابل 2,8 مليار دولار في ,2007 ليصنف بذلك ضمن الدول العشر الأولى الإفريقية على مستوى الاستثمار الأجنبي المباشر. وتبقى الولاياتالمتحدة، حسب تقرير منظمة مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية، أكبر البلدان المتلقية للاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم، تليها فرنسا ثم الصين فالمملكة المتحدة وفدرالية روسيا. وارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الوافدة إلى الاقتصادات النامية بنسبة 17 في المائة، حيث بلغت 621 مليار دولار، وسجلت إفريقيا أقوى نسبة ارتفاع ب27 في المائة. وتوقعت المنظمة أن تسجل تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر انخفاضا من حوالي 1700 مليار دولار في 2008 إلى أقل من 1200 مليار دولار في.2009 واعتبرت المنظمة في تقريرها لسنة 2009 حول الاستثمار العالمي، الذي تم تقديمه الخميس الماضي بالرباط، أن يكون انتعاش هذه التدفقات بطيئا في ,2010 حيث لن تتجاوز 1400 مليار دولار قبل أن تتسارع سنة 2011 لتناهز حوالي 1800 مليار دولار. وأوضحت المنظمة أن تفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية خلال سنة 2008 أدى إلى قتامة الآفاق العالمية في مجال الاستثمار الأجنبي المباشر الذي تراجع مقارنة مع .2007 وكشف تقرير المنظمة، الصادر هذه السنة تحت عنوان الشركات عبر الوطنية والإنتاج الزراعي والتنمية، أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الوافدة قد انخفضت على المستوى العالمي وفي البلدان المتقدمة التي نشأت فيها الأزمة المالية، في حين أن التدفقات الوافدة إلى البلدان النامية والاقتصادات التي تمر بمرحلة انتقالية في جنوب شرق أوروبا، وكومنولث الدول المستقلة استمرت في الارتفاع. وعزا التقرير ذلك، في جزء منه، إلى تأخر في ظهور اتجاه التراجع الاقتصادي الذي أخذ يشق طريقه نحو اقتصادات البلدان النامية ثم إلى صادراتها شيئا فشيئا. وأضاف أن الأزمة قد غيرت صورة الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث سجل ارتفاع قوي في حصة اقتصادات البلدان النامية والاقتصادات التي تمر بمرحلة انتقالية التي قفزت إلى 43 في المائة في .2008 وعزت المنظمة هذا التوزيع الجديد إلى الانخفاض الكبير في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى البلدان المتقدمة التي تقلصت بنسبة 29 في المائة في 2008 مقارنة مع السنة السابقة لتصل إلى 962 مليار دولار.