لا يستطيع معظم الأطفال مقاومة إغراء اللعب بالماء. فمنذ نعومة أظفارهم تجدهم يستمتعون بلمس الماء ويفرحون عندما يداعب الماء أقدامهم، وكثيراً ما يضع الأطفال ألعابهم في أوعية الماء لمشاهدتها وهي تطفو، ولكن على الرغم مما سبق فالماء لا يخلو من المخاطر، فهناك الآلاف من الأطفال الذين يموتون سنوياً من الغرق، ولعل الفئات العمرية الأكثر عرضة لخطر الغرق هم الأطفال ما بين عمر 1 3 سنوات، وكذلك المراهقون من الذكور. ويتفق معظم الباحثين أن الأطفال غير مهيئين من ناحية النضج العصبي والحركي لتعلم السباحة إذا كانت أعمارهم أقل من أربع سنوات، والقاعدة العامة والثابتة أن وجود أي طفل في الماء وخاصة مادون سن الرابعة يستدعي وجود بالغ معه وعلى مقربة منه يمكنه مسكه بأية لحظة. وبالنظر إلى العوامل التي تزيد من خطر تعرض الطفل للغرق فإنها تتلخص بالنقاط التالية: - نقص المراقبة وعدم وجود سور حول المسبح، فإذا نظرنا للأطفال مادون عمر السنة نجد معظم حوادث الغرق تحدث في حوض الاستحمام أو المرحاض. أما الأطفال ما بين 1 4 سنوات فيحدث الغرق في المسابح المنزلية أو مسابح الاستراحات، حيث أن اختفاء الطفل لمدة خمس دقائق عن أعين والديه أو من يعتني به كفيلة بتعرض الطفل للغرق. - السباحة في البحر الذي يعتبر من أكثر الأماكن خطراً للغرق بالنسبة للمراهقين وخاصة في حال وجود الأمواج والرياح. - ركوب الزوارق لا يخلو من خطر الغرق فهناك المئات من الأشخاص الذين لقوا حتفهم نتيجة لانقلاب القوارب وخاصة في حالة عدم ارتداء سترة النجاة. - المصابون بالصرع ترتفع لديهم نسبة حوادث الغرق في أحواض الاستحمام المنزلية. وبناءً على ما ذكرناه سابقاً فإن أفضل السبل لتجنب الغرق يكون باتباع إرشادات الوقاية التالية: ـ لا بد من تواجد شخص بالغ متفرغ ومتقن للسباحة والإسعافات الأولية أثناء وجود الطفل في المسبح، والقصد بالتفرغ أن هذا الشخص لا شاغل له إلا مراقبة الطفل. ـ يجب عدم ترك أية ألعاب تطفو على المسبح فهي مغرية للطفل للنزول، وعند السباحة يجب عدم استعمال الألعاب في مساعدة الطفل على السباحة حيث يوجد معدات خاصة لهذا الغرض. ـ تعليم الأطفال عدم المدافعة واللعب العنيف عند السباحة وعدم القفز من أماكن مرتفعة خوفاً من الارتطام في قاعدة المسبح وكذلك عدم الركض في الأماكن المبللة المحيطة بالمسبح. ـ عدم ترك الأطفال مادون الخمس سنوات في حوض الاستحمام بمفردهم وكذلك التخلص من الماء المتبقي في حوض الاستحمام