تكللت عملية فصل التوأم السيامي المغربي عزيزة وسعيدة باعلي بالنجاح، وفقا لما أعلنه الدكتور عبد الله الربيعة، رئيس الفريق الطبي المشرف على العملية ووزير الصحة السعودي. وأعلن الدكتور الربيعة، من غرفة العمليات بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض يوم السبت، أن عملية الفصل تمت ولله الحمد بنجاح، وبذلك انتهت المرحلة الخامسة، وشرع في المرحلة السادسة التي تتمثل في فصل كل واحدة على سرير لأول مرة. وأبرز أنه تم في إطار المرحلة الخامسة فصل الأمعاء والقنوات الكبدية وقنوات الأمعاء وقفل قناة العصارة الكبدية للمحافظة عليها، ومن ثم القيام بقص جدار البطن من الخلف. وأوضح أنه تم تقسيم الأمعاء للطفلتين، حيث كان نصيب الطفلة سعيدة متر وأربعون سنتمترا، أما عزيزة فحصلت على متر وستين سنتمترا، مشيرا إلى أنه تم نقل كل واحدة من الطفلتين في إطار المرحلة السادسة على طاولة مستقلة؛ فيما ينقسم الفريق الطبي الجراحي إلى فريقين. وسيتم ضمن المرحلة السابعة والأخيرة تغطية الجروح، ووضع الضمادات، ونقل التوأم إلى وحدة العناية المركزة. وبشأن إمكانية تعرض التوأم إلى مضاعفات عقب العملية، أشار إلى أن عملية بهذا الحجم الكبير يمكن أن يواجه الأطفال فيها التهابات أو نزيفا، لكنه أعرب عن تفاؤله بنجاح العملية. هذا ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الدكتور الربيعة قوله: الطفلتان تخضعان للمراقبة المركزة حاليا بعد مرور نحو 24 ساعة على إنهاء عملية فصلهما. وأضافت الطفلتان في غرفة العناية المركزة للأطفال، وجميع الوظائف الحيوية والقلب والكبد تعمل بشكل طبيعي وجيد، وسيعمد الفريق الطبي المعالج لهما إلى تخفيف الاعتماد على التنفس الصناعي حتى السماح لهما بالتنفس الذاتي بعد أيام قليلة إن شاء الله. وتوقع الدكتور الربيعة بقاء الطفلتين في غرفة العناية المركزة لمدة 3 أسابيع تقريبا للتأكد من شفائهما تماما؛ استعدادا لمراحل التأهيل. وتعتبر عملية فصل التوأم عزيزة وسعيدة، الثالثة من نوعها لتوأم سيامي من المغرب بعد العمليتين اللتين أجريتا للتوأم إلهام وحفصة، اللتين فصلتا بنجاح في مطلع مارس ,2006 إذ كانتا تشتركان على مستوى الحوض والجهاز البولي والتناسلي مع وجود رحمين لكل منهما، وتشتركان في المستقيم، كما تبين اتصال التوأم بالعمود الفقري وأسفل الحبل الشوكي، كما تم فصل التوأم صفاء ومروة في يوليوز ,2008 إذ لاقت عملية الفصل نجاحا كبيرا، لكن الطفلة (مروة) كانت تعاني من عيوب خلقية كبيرة في القلب، مما حتم إجراء عمليتين بالقلب قصد محاولة الإبقاء على حياتها، ولكنها توفيت بعد شهور من إجراء عملية الفصل، أما توأمها صفا فهي تتمتع بصحة جيدة. وبعملية الفصل التي أجريت للتوأم السيامي سعيدة وعزيزة يصل عدد جراحات فصل التوائم السيامية التي أجراها الدكتور السعودي عبد الله الربيعة إلى 23 عملية على مدى 19 عاما من الخبرة. وكان التوأم عزيزة وسعيدة قد وصل إلى المملكة العربية السعودية يوم السبت 23 ماي المنصرم؛ قادمتين من المغرب بطائرة إخلاء طبي بناء على توجيهات الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود؛ الذي أمر باستضافتهما ووالديهما وإجراء عملية الفصل في أقرب وقت. وقد كانتا ملتصقين في الصدر والبطن ومرتبطين بأغشية القلب وفي الكبد وقنوات الكبد والإثني عشر والبنكرياس، إضافة إلى ثلثي الأمعاء الدقيقة.