بعد شهور من التردد، أعلن أمس رسميا عن قرار تعيين الدبلوماسي الأمريكيكريستوفر روس، مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحد إلى الصحراء. وأوضحت الناطقة باسم الأممالمتحدة أن المبعوث الأممي سيعمل مع كافة الأطراف والدول المجاورة على أساس القرار الأخير لمجلس الأمن رقم 1813 والقرارات السابقة. ويدعو القرار الأممي 1813 إلى التفاوض حول الصحراء على قاعدتي روح التوافق والواقعية، غير أن الجزائر عملت طيلة الفترة التي ما بعد صدوره على عرقلة سير المفاوضات، مما أدى إلى استقالة المبعوث الأممي السابق، بيتر فان فالسوم. هذا، ودعت الولاياتالمتحدةالأمريكية، مباشرة بعد تعيين كريستوفر روس، إلى مواصلة التفاوض بدون شروط مسبقة وبحسن نية وبروح تقوم على الواقعية والحلول الوسط من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل. ويستبعد أن تجري أية جولة للمفاوضات خلال الشهر الحالي، حسب توقعات مركز روك فيلر التابع لجامعة كولومبيا، بخصوص أعمال مجلس الأمن خلال شهر يناير ,2009 إذ خلا تقريره من أي إشارة إلى احتمال إجراء جولة خامسة من المفاوضات حول الصحراء. وأشار التقرير إلى قضية الصحراء في إطار فقرة خاصة بالتذكير، تحدث فيها عن قرارات مجلس الأمن بخصوص الصحراء، وجولات المفاوضات الأربع بين المغرب والبوليساريو. ويتوقع أن يقوم خلال المبعوث الأممي الجديد بجولة إلى دول المنطقة، للتعرف على مواقفها إزاء النزاع المفتعل، قبل أن يقرر تاريخ جولة جديدة من المفاوضات. هذا، وراكم كريستوفر روس تجربة دبلوماسية طويلة في وزارة الخارجية الأمريكية، فقد شغل عدة مهام من بينها، بالخصوص، مكلف بشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا). كما شغل السيد روس منصب سفير لبلاده في كل من سورية والجزائر قبل أن يتولى، أخيرا، منصب مستشار سام لمنطقة (مينا) بالبعثة الأمريكية الدائمة لدى الأممالمتحدة. وبعد تقاعده سنة ,1999 استأنف روس نشاطه كمنسق للدبلوماسية العامة الأمريكية إزاء العالم العربي والإسلامي، وذلك خلال الفترة من 2001 إلى ,2003 قبل أن يشغل منصب مستشار سام لسفارة بلاده في بغداد سنة ,2004 ثم منصب مستشار خاص للمكتب الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط. كما شغل خلال مشواره الدبلوماسي الطويل عدة مناصب من بينها مدير المركز الثقافي الأمريكي بفاس.ويتحدث المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء (66 سنة)، اللغتين العربية والفرنسية، وهو حاصل على دبلوم الدراسات الشرقية بجامعة برانستون ودبلوم العلاقات الدولية بجامعة جونس هوبكينس.