ما زالت السيدة زينب الحافيفي تنتظر منذ شهر أن تتوصل بأوراقها الخاصة وصورة صادرتها السلطات المحلية بتمارة.وتعود تفاصيل الواقعة إلى يوم 22 يوليوز 2008 حيث كانت عملية إعادة إسكان سكان دوار الجديد بتمارة وترحيلهم إلى مشروع النصر قائمة، وبعد أن أمرت السلطات المحلية السكان بجمع أثاثهم في انتظار إعطاء الإشارة بالهدم. انتقل باشا المدينة والقايد والخليفة وبعض أعوان السلطة إلى عين المكان من أجل متابعة عملية جمع الأثاث وتفقد مدى انضباط السكان للأوامر، ومن بين البيوت التي حل بها رجال السلطة منزل السيدة زينب الحافيفي وهي ربة بيت وأم لطفلين، هذه العملية التي كانت في بدايتها مجرد عملية معاينة تحولت إلى يوم مشهود في حياتها لم تفارقها تفاصيله إلى اليوم، تقول بأنها شعرت بالمهانة والحكرة من الطريقة التي عوملت بها. تحكي للتجديد القصة وتقول كنت رفقة ابنتي الصغيرة في البيت ننتظر وقت الانتقال بعد أن جمعت في وقت سابق رفقة أسرتي أثاث المنزل، عندما دخل الباشا والقايد والخليفة وبعض أعوان السلطة من أجل التأكد من كوننا مستعدين للترحيل والمغادرة، ففوجئت بهم يلتفون حولي ويتناوبون في طرح أسئلة تدور كلها حول أسباب تعليقي صورة الشيخ أحمد ياسين على الحائط، وشواهد حصلت عليها خلال مسيرتي الجمعوية، كانت الأسئلة من نوع: لماذا تعلقين هذه الصورة؟ أين صورة الملك؟ من ينتمي إلى العدل والإحسان أنت أم زوجك؟ تفرقوا في البيت وبدأوا يبحثون في الغرف وبين الأثاث وأشيائي الخاصة، فيما الآخرون يدخنون ويرمون أعقاب السجائر حيث يقفون. بعد انتهاء عملية التفتيش خاطبني أحدهم قائلا: ما وجدناه عندك تستحقين عليه المحاكمة تقول بأنها شعرت وكأنها داخل قسم الشرطة ومتهمة في جريمة خطيرة، أخذوا الصورة وهي لأحمد ياسين وبعض الشواهد التقديرية ثم انصرفوا. حقيقة كل هذه القصة انكشفت واتضحت ملامحهاعندما قصد زوج السيدة زينب القايد من أجل إتمام وثائق الانتقال إلى مشروع النصر، حيث شدد هذا الأخير على أن الصورة التي وجدت في منزلهم خطيرة وأن المخابرات بصدد البحث والتحري في الموضوع. فاستفسر الزوج عن أسباب كل هذا التهويل، خاصة وأن الصورة تتعلق برجل مقعد قتلته إسرائيل منذ سنوات وتعاطف معه العالم أجمع، الجواب أثار استغراب القايد فكيف يكون الرجل ميتا وقتلته إسرائيل وهو على حد علمه ما زال في بيته في الرباط يتواصل مع الإعلام ومع أتباعه. في النهاية اتضح أن السلطات المحلية في تمارة، لا تستطيع التمييز بين عبد السلام ياسين المرشد العام لجماعة العدل والإحسان، وبين الشيخ الشهيد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس في فلسطين والذي نقلت وسائل الاعلام العالمية مشاهد عملية اغتياله التي نفذتها إسرائيل منذ سنوات. ورغم انكشاف الصورة ما تزال ممتلكات السيدة زينب بحوزة السلطات المحلية، وما تزال صورة أحمد ياسين قيد التحفظ رغم الوساطات التي كانت تطمئن الأسرة وتذهب إلى أن المشكل في طريقه إلى الحل.