ابتكارا جديدا من ابداعات الشعب الفلسطيني في المقاومة والاحتجاج ، الذي لم تعوزه الفكرة والحيلة في الرد على العدوان والاحتجاج على القبضة الصهيونية التي تخنق القطاع و الضفة . وتدين هذه المرة بالذات بطريقة حيوانية راقية وحشية الغاصب المحتل . و تدين معه الصمت المريب لدول الأقارب والأباعد أقيالا كانوا أو بطاريق. نعم .انهم محتجون ومتظاهرون جدد ، وضحايا قدامى لم يلتفت اليهم احد . قاموا يعلنون عن مأساتهم ،انها انتفاضة الحيوانات ،الدواب والماشية. ماعز وغنم يسيرون جنبا الى جنب مع اخوانهم في المحنة من حمير وجمال...كلها تحمل لافتات، وبطاقات احتجاج ليس على الوضع اللانساني الذي يعيشه البشر الذين يؤطرونهم في التظاهرة ، بل ايضا على الوضع اللاحيواني الذي تعيشه أمم الانعام . والتي كانت اللافتات التي تحملها او تمتشقها ترفع صوت اعجميتها عاليا لتشكو حال البلاد والعباد . لقد كانت تظاهرة فريدة من نوعها ،استطاعت فيها العجماوات نقل الرسالة ببلاغة تامة.فكما ان الانسان يعبر بحركة شفتيه ، فقد استطاعت تلك الجمال بمِشْفَرَيْـهَا و الماعز بمَرْمَتَيْـهَا و الحمير بجَحْفَتَيْـهَا. فيخيل اليك وانت تراها عبر الكاميرا انها تكلمك . ناهيك عن حركاتها وسكناتها كل او ضاعها ذات الدلالة المعجزة . لن استغرب ان التحقت أسراب الطير والحمام، وغادر كل الدجاج خمه، وتحركت طوائف الارانب وغيرها من أمم الكلاب والقطط لتلتحق بقوافل المحتجين على المفسدين في الارض. لن استغرب أن التحقت كل انواع الحشرات والقوارض والزواحف وبطوائف المتظاهرين المحتجين على المفسدين في الارض. ولن استغرب و قد اجتمع الكل في صعيد واحد وامتشقوا كل بطريقته لافتات الاحتجاج على سياسة اغلاق المعابر في فلسطين، وسد الحدود بين الاوطان، وعلى سياسة قمع تظاهرات الشعوب المكلومة واغلاق وتكميم الأفواه وتجويع البطون والنفوس . وتلفيق التهم ووأد الطموح و شغل الخلق عن قضاياهم المصيرية بالبحث الدئم عن لقمة العيش و الأمان . بعد مص الدماء واستنزاف القدرة الشرائية بالمضاربات والاحتكار والظم. انتفاضة الحيوانات احتجاجا على القمع والقتل والقهر ادانة للصمت العربي الرسمي والتواطؤ الدولي . الصمت الذي ان كنا نتفهم ضعف وعجز وانتقائية بعض حماة حقوق الانسان المتكسبين أو المخلصين منهم تجاه ضحاياه ، فاننا لا نفهم موقف اخوانهم من المتباكين على حقوق الحيوان . انها تظاهرات تاتي بعد نهاية (الحلم العربي) وبداية (الضمير العربي). تظاهرات تحمل رسالة بليغة عشية التآم المؤتمر الاسلامي، وتحت السحب الملبدة التي يعانيها الاعداد لاجتماع جامعة الدول العربية المحتمل بسوريا والتي انفرط عقد ارادتها قبل اللقاء.