انطلقت يوم الخميس 20 أكتوبر بالصخيرات، أشغال المؤتمر الإقليمي حول "تعزيز التثقيف والتوعية المالية.. الاستراتيجيات، التنفيذ والتأثير"، الذي يناقش التحديات التي تواجه تعزيز التوعية والتثقيف المالي، ويروم التعرف على الممارسات الحديثة والبرامج الوطنية في هذا المجال. ويتناول هذا المؤتمر، الذي ينظمه على مدى يومين، بنك المغرب بتعاون مع كل من وزارة الاقتصاد والمالية، والوكالة الألمانية للتنمية، ومجموعة البنك الدولي ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، وصندوق سند لتمويل المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، والجمعية المغربية للثقافة المالية، أهمية التثقيف والتوعية المالية في تعزيز فرص الوصول للخدمات المالية في الدول العربية ودعم فرص التنمية الاقتصادية. كما يتطرق المؤتمر، الذي يشارك فيه مسؤولون من وزارات المالية والتربية والتعليم والمصارف المركزية وهيئات أسواق المال في الدول العربية، ومن المؤسسات المالية العربية والإقليمية والدولية ومن القطاع الخاص، إلى العلاقة الوطيدة بين التثقيف المالي وحماية المستهلك، والتنمية الاقتصادية الشاملة. وفي هذا السياق، قال والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري، في تصريح للصحافة عقب الجلسة الافتتاحية، إن بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط في حاجة ماسة إلى تعزيز مكون التثقيف المالي ضمن المناهج التربوية، وتعزيز المبادرات الرامية إلى رفع التحديات المطروحة في هذا المجال على المديين القصير والبعيد بشراكة بين القطاعين العام والخاص. وأبرز السيد الجواهري أن نجاح هذه الاستراتيجية تقتضي، سواء في مرحلة إعدادها أو تنفيذها، شروطا من بينها، توفر تنسيق عال بين مختلف هذه المؤسسات والهيئات والفعاليات في إطار قيادة واحدة، للوصول إلى أهداف محددة قابلة للتحقيق وفقا للموارد المتاحة. وأشار إلى أن المؤتمر يروم تحديد تموقع كل بلد عربي على مستوى السياسات والاستراتجيات والبرامج المرتبطة بالتثقيف والتربية المالية، ووضع منصة للتبادل واقتراح تنظيم ملتقى علمي يعقد كل سنتين أو ثلاث سنوات لتقييم الجهود المبذولة في هذا الإطار. من جانبه، قال المدير العام لصندوق النقد العربي عبد الرحمن بن عبد الله الحميدي، في تصريح مماثل، إن التوعية المالية تعد رافعة أساسية لتعزيز إمكانية إيجاد فرص عمل من خلال تعزيز الوصول إلى القطاع المالي، خاصة بالنسبة للمشاريع الصغرى والمتوسطة. وأشار السيد الحميدي إلى أن أهمية هذا المؤتمر تمكن في تسليطه الضوء على جعل التثقيف والتوعية المالية من المكونات الأساسية للمقررات الدراسية والتربية الأولية، وذلك بهدف ضمان توفير تعليم وتثقيف مالي يساعدان لاحقا على إدارة الأعمال ومواجهة العديد من التحديات التي تواجهها المنطقة العربية وفي مقدمتها آفة البطالة. وأضاف أن صندوق النقد العربي الذي يضم فريقا انبثق عن مجلس محافظي المصارف المركزية، لا يدخر جهدا لترسيخ مبادئ التثقيف والشمول المالي، والتخطيط للبرامج والفعاليات التي تهتم بالمجال. ويرتقب أن تتوج أشغال هذا المؤتمر بتوصيات من شأنها المساعدة في إعداد وإطلاق برنامج عمل إقليمي لتوفير المشورة الفنية، قصد الارتقاء بجهود التثقيف والتوعية المالية في الدول العربية.،