استبشر الناس خيرا بالموقع الجديد الذي فتحته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ليكون أيسر في التواصل والاستفتاء ونشر المعرفة الإسلامية والتعريف بعلماء المغرب ورموزه وتاريخه، وقد فوجئت وأنا أتصفح الموقع ببعض الأسئلة التي تهم مجال التصوف، وهي ثلاث أسئلة جاءت كالتالي أبسطها للرأي العام وللسادة العلماء للنظر في تطابقها مع الشرع الحنيف والعقل السليم، وكلها مدونة بتاريخ 26/08/2005 أي قبل فتح الموقع والذي كان يوم 29 رمضان الأخير، ومن غير ذكر اسم المجيب على هذه الأسئلة، السؤال الأول: ما هو التأصيل الشرعي للسماع الصوفي؟ فجاء الجواب كالآتي: (المعتمد عند الصوفية فيما يتعلق بمشروعية السماع حديث الصحابة عن حدث جعفر الصادق عندما رقص في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن عبر صلى الله عليه وسلم عن حبه إياه. ومن جهة أخرى، الرقص في حد ذاته والغناء يستندان في مشروعيتهما على ما قام به أهل الحبشة في حضرة الرسول أيضا بل وأكثر من ذلك أن عائشة سمح لها الرسول(صلى الله عليه وسلم) حضور رقص الحبشة. إضافة إلى الأبيات الشعرية التي غناها الرسول صلى الله عليه وسلم في حضرة أصحابه ورووها عنه في الصحاح. أما في النص القرآني، فليست هناك إشارات واضحة لكن من خلال قصص بعض الأنبياء في القرآن الكريم، نجد مشروعية لذلك، على سبيل المثال في قصة يوسف.) وهكذا يحدث الصحابة عن التابعي جعفر الصادق الذي لم يولد سوى في 83 هجرية،أي بعد أكثر من ستين سنة من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجعل رقص الحبشة المقصود به الترفيه عن النفس دليلا على جواز رقص الصوفية الذي يقصد به التعبد، وما أدري أين إشارات الرقص في سورة يوسف عليه السلام؟.أما السؤال الثاني والثالث فأكتفي بإيرادهما من غير تعليق، لنقف على ما سيعرف به المغرب من طرف الملاحظ الخارجي وهو يتصفح هذا الموقع الرسمي لوزارتنا الموقرة في الأوقاف والشؤون الإسلامية. يقول السؤال الثاني: هل الصوفية يعتمدون الجهة الحسية لمعية البارئ جل وعلا؟ فجاء الجواب كالتالي: (إن كان المقصود من السؤال الاعتماد على الروحية لمعرفة الله عز وجل، فالجواب أن الطريق الصوفي هو ارتباط روحي أساسا بين المريد وشيخه ليوصله بعد اكتساب معارف دقيقة عن العالم الباطني إلى الله عز وجل. والوصول إلى الله عز وجل يكون اتصالا روحيا عبر القناة الأولى التي ذكرناها وهي الشيخ المربي بحكم أنه كاسب لخبرة عرف بها مخاطر الطريق حتى يجنب المريد المبتدئ أخطاء توقفه أثناء سيره إلى الله عز وجل. فالعمل الروحي مرتبط أساسا بتوجه قلبي حسي لا يدرك ظاهريا، بل يتم عبر قنوات باطنية يحس بإمدادات مربيه على شكل أذواق يكتسب من خلالها معارف توصله في نهاية ألأمر إلى الحضرة الريانية حيث يكون الاتصال مباشرا دون رؤية) وجاء في السؤال الثالث والأخير: ما هي حقائق الجذب عند الصوفية؟ وكان الجواب :(الجذب في حد ذاته خارج عن وصفه بأمور تدخله في إطار المعقول، وبالتالي لا يمكن تصور حقائق الجذب. فالجذب حقيقة في حد ذاته إذ أن الطريق إلى الله عز وجل تكون حسب مشايخ التصوف إما سلوكا أي أن المريد الذي أراد الوصول إلى الله عز وجل يختار شيخا مربيا يسلك به ومعه الطريق حتى يصل آمنا إلى مبتغاه. أما المجذوب فهو خارج من صفة المريد لأنه أصبح مرادا من الله عز وجل فجذبه نحوه دون الحاجة إلى سلوك طريق التصوف. فالمجذوب لا يقتدى به. لا يمكن أن يكون شيخا مربيا رغم أنه يوجد في الحضرة الربانية بطريقة مستمرة.إذ الجذب حقيقة بدون حقائق).