تشرع هيئة الإنصاف والمصالحة بداية من 16 مارس الجاري في تنظيم المرحلة الموالية من جلسات الاستماع العمومية لضحايا ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ما بين 1956 و1999 بعقد جلسة استماع في مراكش، تليها لاحقا جلسة مماثلة في كل من الحسيمةوالعيون. وأعلن صلاح الوديع، عضو هيئة الإنصاف والمصالحة، أمس الثلاثاء، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التقييم الذي أنجزته الهيئة للجلسات الخمس التي نظمتها لحد الساعة، أبان عن تحقيق الأهداف الكبرى المرجوة منها، وبالتالي كان من الضروري بعد التأمل في النتائج إعادة النظر في تنظيم المرحلة الموالية منها بما يضمن إمكانية تقديم شهادات في كل المناطق المتبقية من المغرب، علما بأنه مازالت أمام الهيئة برامج تتسم بالاستعجال وتنتظر التنفيذ لما فيه مصلحة الضحايا والعائلات، مما يتطلب منها بذل مجهودات مضاعفة. وعلى رأس تلك البرامج، يضيف الوديع، ملفاتُ المدافنِ ومجهولي المصير وجبر الضرر الفردي والجماعي، وإعادة توظيف مراكز الاحتجاز والاعتقال السرية السابقة. وأشار إلى أن "جلسة الحسيمة ستتيح إمكانية المشاركة لعدد من ضحايا المنطقة الشمالية ببلادنا، كما ستتيح جلسة الاستماع بمراكش إمكانية تقديم شهادات من قبل ضحايا ينتمون لوسط المغرب، في حين ستفسح جلسة العيون المجال لضحايا المناطق الجنوبية لتناول الكلمة والتعبير عما تعرضوا له من انتهاكات"، مذكرا بأن الهيئة ستوفر في إطار البرامج التي تشتغل عليها، مناسبات لتكريم الضحايا في مناطق أخرى. يذكر أنه حسب البرنامج الأولي الذي وضعته الهيئة في دجنبر الماضي كان من المقرر عقد جلسات استماع أخرى في كل من الدارالبيضاء وطنطان والسمارة وفاس وتطوان.