مع بزوغ شمس كل صباح تزداد صورة الانقلاب العسكري الدموي في مصر وضوحا وجلاء ، كما وتظهر أسبابه جلية على ألسنة القائمين عليه والداعمين له ، حتى ما عاد احد يشك أن الحرب هي على الإسلام وفرص نجاحه في تقديم نموذج مختلف عما تعودت شعوبنا أن تراه منذ مرحلة الاستقلال وحتى اليوم . الإقصاء الكامل لكل المعارضين للانقلاب وعلى رأسهم الإسلاميين الذين فازوا في انتخابات ديمقراطية شهد العالم بنزاهتها ، عن المشهد السياسي وحتى الاجتماعي ذبحا وقتلا وحرقا واستئصالا وتشريدا واعتقالا وحصارا وتدميرا … إغلاق كل المنافذ الإعلامية المعبرة عن الصوت المعارض ، قصف الأقلام الحرة وإغلاق الصحف ومنع التظاهر السلمي وفرض قوانين الطوارئ من جديد ، وعدم الإصغاء إلى آراء ملايين المصريين الذين يجوبون الساحات والميادين والشوارع معبرين عن رفضهم للانقلاب وإصرارهم على عودة الشرعية … امتلاء وسائل الإعلام الخاصة والرسمية بأنكر الأصوات وأكذبها وأشدها انحطاطا وأكثرها عنصرية … الحرب التي أعلنها الجيش المصري وأجهزة الداخلية الأمنية اللاوطنية والتي تزاحم في وحشيتها حروب إسرائيل على الفلسطينيين … استبدال المؤسسات المنتخبة شعبيا بمؤسسات عَيَّنَها الانقلابيون ، والتي امتلأت بأكثر الناس فشلا وحقدا وكراهية للإسلام والديمقراطية ، وأشدها عبادةً للدكتاتورية والاستبداد … تغيير عقيدة الجيش والأجهزة الأمنية القتالية والوطنية وتحويل بوصلتها في اتجاه أعداء جدد أسمهم المقاومة الفلسطينية والشعب المصري الرافض تماما للانقلاب العسكري ، وذلك استنادا إلى أن الجيش والأجهزة الأمنية أصبحوا على مدى عقود من حكم الاستبداد جزءا من حالة الفساد المستشري في مصر والذي أدى إلى ثورة 25 يناير … كل هذه الحقائق وغيرها كشفت واقعا جديدا قديما في مصر … مصر الرسمية ما زالت ترفض التغيير ، وأذرع دولة الاستبداد القديمة والعميقة ما زالت صاحبة الصولة لا لسبب إلا لأنها تملك القوة العسكرية الغاشمة التي لا تتردد في استخدامها مهما كانت النتائج والتضحيات … قيادة الجيش والأجهزة الأمنية من شرطة ومخابرات ، السلطة القضائية وأجهزة الاعلام في مصر والتي اصبحت كلها عماد أنظمة الاستبداد والدكتاتورية ، ليست وطنية ولا علاقة لها بالأمن الوطني ولا تحمل قيما أخلاقية من أي نوع ، لذلك نراها تسارع إلى ذبح الشعب عند أول إشارة من وَلِيِّ نعمتها الحاكم المطلق … هذا ما حصل في ليبيا وما يحصل في سوريا ومصر ، وهذا هو الحال في مثيلاتها من دول استبداد والفساد .. لن نتحدث هنا عن قطعان الفشلة والفسدة ممن يسمون أنفسهم باللبراليين والعلمانيين الاستئصاليين ، الذين لفظهم الشعب المصري في أكثر من استحقاق انتخابي ، وألقى بهم إلى مكبات النفايات وأرسل بفلولهم إلى الصحراء السياسية القاحلة ، فما كان منهم إلا أن لجأوا إلى عصابات العسكر ليلعقوا بصاطيرهم ( أحذيتهم ) طمعا في أن يحظوا بفتاتهم المتساقط من موائدهم الدنسة والفاسدة .. كما لن نتحدث عن شلل الأغلبية الساحقة من الفنانين والفنانات والراقصين والراقصات الذين لا يعرفون من الفن إلا الانحطاط والسقوط والجنس والخمر والخيانة والرذيلة والحب الحرام والمخدرات وغرز الحشيش والجريمة .. هؤلاء لا يستحقون منا كلمة واحدة ، فمصيرهم نار الدنيا وذلها قبل الآخرة .. كثيرة هي الجوانب التي لفتت الانتباه في تطورات الانقلاب العسكري في مصر ، حيث وصل القمع السلطوي والتنكيل الحكومي والارهاب الامني قمته . ما تزال نتائج هذا الانقلاب المأساوية المتدحرجة تسجل صفحات سوداء لن تمحوها السنون .. قتل ودماء ودموع ، شكلت بداية حراك لا بد أن يُدخل مصر في عهد جديد، ويعيدها إلى روح ثورة 25 يناير ، ينفي خبث عهد الانقلاب والعهود الاستبدادية القديمة ، ويؤسس لنهضة سياسية جديدة تهدم الدولة العميقة وأذرعها حتى الأساس ، تطلق الحريات، وتلغي الاحكام العرفية الجائرة، وتحارب الفساد، وتُؤَمِّنُ تداول السلطة بشكل سلمي، وتحقق التنمية على كل المستويات وعلى كافة الأصعدة ، ولكن على أساس نظيف ، وليس كما كان الوضع منذ الثورة وحتى الانقلاب . لا شك أنّ نجوم هذه المرحلة هم" الاخوان المسلمون " ، ومعهم أغلبية الشعب المصري الرافض للانقلاب والمطالب بعودة الشرعية ، الذين حققوا الانجاز الاكبر رغم ما واجهوه على مدى اكثر من ثمانية عقود من تحديات وحصار وقتل ونكران ، حُرموا فيها من الحق الطبيعي في ان يكونوا جزءاً شرعيا من نسيج العمل السياسي في مصر، فعاشوا مطاردين بعد ان سلطت عليهم الحكومات المتعاقبة سيف طغيانها الذي أذاقهم الويلات والنكبات التي لو نزلت بساحة غيرهم لزالوا من الوجود ، ولاصبحوا نسيا منسيا ، لا تحسُّ منهم من أحد ، او تسمع لهم ركزا .. صبر( الاخوان المسلمون) على هذا البلاء محتسبين ما يصيبهم عند الله ، واثقين من نصر الله وان تأخر، موقنين بهزيمة جلادهم مهما تجبَّر ، ومستثمرين لكل هامش ممكن مهما ضاق في سبيل التعبير عن قناعاتهم والذود السلمي عن حياضهم … الحق اقوى من القمع والإرهاب استمرار الثورة في مصر وفشل الانقلاب العسكري رغم محاولاته المستميتة لفرض معادلاته ، إنما يثبت أن جبروت الأنظمة مهما امتلكت من وسائل القمع والإرهاب ، فلن تنجح ابدا في قتل ايمان مؤمن بسيط .. قد ينجح الانقلاب العسكري في تأخير التغيير الحتمي ، الا انه لن يقدر على منعه الى الابد ، ( فأما الزبد يذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض) …. لقد اتفق المتابعون لنتائج الثورة والعملية الانتخابية المصرية قبل الانقلاب عليها ، على أنه لو مَنَحَ أعداء الثورة وعلى رأسهم العسكر وعناصر الدولة العميقة ، النظام الحاكم المنتخب ديمقراطيا الحرية الكاملة في إدارة شؤون مصر دون تدخله السافر وعبثه الفاضح في حياة الناس من خلال عرقلة خطوات الرئيس في البناء والتنمية ، وتزييفه البيِّن للحقائق عبر وسائل إعلامه المأجورة التي استغلت أجواء الحرية في عهد الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي ، لحققت الثورة أهدافها كاملة بشكل وضع حدا لهذا الانهيار الذي بدأ يهدد كل جانب من جوانب الحياة في مصر، ولقفزت ارض الكنانة قفزة سياسية نوعية وضعتها على طريق نهضة معاصرة ، وبَعْثٍ جديد، واحياءٍ يبشر بتحولات جذرية من المحيط الى الخليج … من أكثر ما لفت انتباهي في هذه المرحلة ، هو موقف المؤسستين الدينيتين في مصر الأزهر والكنيسة المعادي بشكل سافر لإرادة الشعب المصري وتوقه الى التحرر من الاستعمار العسكري ، حيث اتفقت كلمتهم على اعلان الحرب على الاغلبية المسلمة ، والتحذير من خطر هذا الحضور للإخوان المسلمين في مؤسسات الدولة ، والذي اعتبروه تهديدا ينذر بالويل والثبور وعظائم الامور ، ويستدعي في رأيهم اصطفافا حكوميا ، أمنيا ، قبطيا – أزهريا ، وعلمانيا لمواجهته وقتله في مهده … لنا أن نصف هذا الموقف المخالف لرأي الاغلبية العظمى من المسلمين والاقباط الذين لطالما عاشوا شركاء في المسير وفي المصير منذ الفتح الإسلامي وحتى اليوم ، لنا ان نصفه بالوقاحة ، ونَقْلِبَ عنه الصفح ، الا انَّ الأمر وصل الى درجة من الخطورة تستدعي وقوفنا امام الظاهرة في محاولة لفهمها وفهم ابعادها ، التي لا استبعد ان تكون جزءاً من ( الحرب العالمية الثالثة ) على ارض وانسان ومقدسات شرقنا العربي والإسلامي …. هدف هذه الهجمة الازهرية – الكنسية والتي لا تمثل الا من يقف على رأسها ، تريد تحديد خيارات الغالبية من المسلمين ، بل وتطمح في تغريب الاسلام في ارض مصر . لقد ظهر موقف هذه الثلة العميلة متزامنة مع النجاحات التي حققها الاخوان المسلمون ومعهم أغلبية كبرى من المسلمين والمسيحيين في مصر . ظهر موقفها فيما جاء على ألسنة عدد كبير من يُسَمَّوْنَ بالنخبة الازهرية والكنسية ، من استغراب واستهجان لوصول الاخوان الى البرلمان والرئاسة ، بل وذهبوا الى حد تأليب وتحريض ممثلي الدولة العميقة والعسكر والعلمانيين ، رغم ما تمثلها هذه الدعوة من نسف لقواعد الديمقراطية ومن خنق للحريات ، واغتصاب للحقوق ومصادرة لإرادة الشعب … يبدو ان هؤلاء لا يختلفون عن غيرهم من العلمانيين المتطرفين من المسلمين والاقباط ، الذين يؤمنون بالحرية والديمقراطية شرط الا تقدم الاسلاميين الى مواقع القيادة في الامة ، فان فعلت ، استحق الوضع عندها ان يقفوا مع الطغاة ، ويسندوا استبدادهم .. المهم الا يصل حملة المشروع الاسلامي الى الحكم .. لماذا ؟؟ اهو الخوف من الاسلاميين ، ام هو الحقد على الاسلام نفسه مهما حاولوا إخفاء ذلك تحت مختلف اليافطات والعناوين ؟؟!! الحقد وليس الموضوعية هي محركهم أكاد اجزم أن هنالك حقدا دفينا يملأ قلوب هؤلاء على الاسلام نفسه ومن يمثل هذا الاسلام في مصر، وقُلْ مثله في كل بقعة من العالم العربي والإسلامي .. ولا أساس لما يدعونه من ان وصول الإسلاميين للحكم سيهدد النسيج الوطني ويعر ض التعايش بين أطياف الشعب لخطر حقيقي .. الحقد لا غير .. والكراهية بلا ريب .. وإلا لو احتكم هؤلاء الى تاريخ طويل عاش فيه المسلمون والاقباط في ظل الحكومات الاسلامية المتعاقبة ، جنبا الى جنب مع الاغلبية المسلمة يتمتعون بأعظم الحقوق ، ويتبوؤون اعلى المناصب الادارية ، ويحلتون اخطر المجالات والاختصاصات الاقتصادية ، لما كان لهم الا ان يسلّموا بعظمة الإسلام ، ولما اختاروا بديلا عن حكمه ، ولما وقفوا في خندق واحد مع اعدائه… يملأ زعماء الازهر والكنيسة القبطية الفضاء المصري زعيقا ونواحا وعويلاً لنتائج الانتخابات التي لم تعجبهم ، لا لأن الثورة والديمقراطية نجحت في أول تجاربها مما يدعو إلى الغبطة والسرور ، ولكن لفوز الإخوان والإسلاميين بأغلبية المقاعد وبالرئاسة .. يريد هؤلاء أن يحرموا جماعة الاخوان من حقها الذي انتزعته مع الشعب المصري في ثورة مجيدة ، من بين أنياب السلطة المستبدة بكل جدارة واقتدار بعدما فشلت أحزاب المعارضة مجتمعة من ان يكون لها تمثيل يذكر .. ارادوا حرمان جماعة قد يفوق عدد اعضائها ومؤيديها عدد الطائفة القبطية كلها في مصر، بل وفي العالم .. يريدون حرمانها من ان تكون متساوية مع غيرها في بلدها وعلى ترابها الوطني … نماذج لا تمثل الا نفسها ما الذي يخافه هؤلاء من عودة الإسلام لقيادة الشعب والأمة ؟؟!!! استطيع ان افهم ( ولا أقبل ابدا ) صوت الهامش المتطرف من أقباط مصر، يحذر اكثر من 80 مليون مصري والذين يشكلون 93٪من الشعب، من خطر جماعة تريد ان تعيد الاسلام الى موقعه كموجِّه للحياة بعدما غيَّبته ايادٍ مستعمرة وجدت لها اياد امتهنت العمالة الوطنية على مستوى مصر منذ الحملات الصليبية وحملة نابليون الاستعمارية والى هذا اليوم .. انه في الحقيقة يحذر المسلمين من ان يَحْكُمَ دينُهم في بلادهم ، وهذا والله قمة الوقاحة والصلف !!! وكذا استطيع ان افهم ( دون ان اقبل ) دعوة هذه القلة القبطية المتطرفة الى تفصيل موديل غريب من الديمقراطية ، تتنازل فيها الاغلبية الساحقة من المسلمين عن قناعاتها ومبادئها وحتى دينها ارضاء لاهواء اقلية متطرفة لا تمثل بحال السواد الاعظم من طائفتها القبطية في مصر ، وهذا امر مرفوض بكل المعايير ، فالديمقراطية واحدة لا تتجزأ ، والحريات كل لا تتجزأ ، وكلاهما يقومان على عمود فقري واحد، وهو رأي الاغلبية ، بما لا يضر بمصالح الاقلية، وهذا امر مفروغ منه في الإسلام .. أما ان يصطف الازهر وقيادته مع هؤلاء في حربهم على الإسلام ، فهذا – وأيم الله – هو الامر الذي لا يمكن فهمه .. انضمام قيادة الازهر الى هؤلاء حتى ذهبوا بعيدا في الولوغ في دم الوحدة الوطنية المصرية التي ما عرفت التمييز بين المسلم والمسيحي من المنظور الوطني والمواطنة ، والمشاركة في حملات الإرهاب المفضوح الذي يشنونه على الاسلام والمسلمين في مصر، والكَمَّ التحريضي الأعمى على الأغلبية المسلمة ، الى درجة ذهب بعضهم فيها الى الدعوة لعودة مصر الى وضعها الذي كانت عليه قبل ( ان اختطفها المسلمون بحد السيف ، وبعد ان اعملوه في رقاب اهلها من الاقباط ) ، على حد زعمهم ، انضمام الازهر الى هذه الحملة ، يشير الى ان الحرب على الإسلام الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم دينا ودولة ، اصبح هدفا لأعدائه من المسلمين وغير المسلمين .. لقد ذهب ( ميلاد حنا ) احد زعماء الاقباط في مصر الى أبعد من ذلك بعد فوز الاخوان في انتخابات مجلس الشعب ورئاسة الجمهورية حينما زعم ( انه وفي حالة حصول الاخوان المسلمون على 50٪ من المقاعد ، فان الاقباط الاغنياء سيغادرون البلاد ، ولن يبقى في مصر الا الاقباط الفقراء الذين يمكن ان يتعرضوا لتغيير دينهم ، واتمنى ان أموت قبل ان يأتي هذا اليوم ).. من يتابع تصريحات شيخ الازهر وبعضٍ من مشايخه ( اضف اليهم وزير اوقاف الانقلاب ومفتي العسكر الحالي والسابق ) ، يكاد لا يرى فروقات كبيرة بين ما يصرحون به من خطر وصول الإسلاميين الى السلطة ، وبين ما يقوله غلاة الاقباط في هذا الشأن .. افتراءاتهم في مواجهة واقعنا استمرار الحرب غير المقدسة لشيخ الأزهر – بابا الكنيسة القبطية – العلمانيين ، على الإسلاميين عموما والإخوان المسلمين خصوصا ، رغم الانقلاب وتحول الإسلاميين من قادة منتخبين إلى قتلى ومعتقلين ، يدل على مدى التجني على تيار الإسلام السياسي ، وإلى مدى الخوف منه ، لا لأنه إرهابي كما يدعون زورا وبهتانا ، وإنما بسبب الاحتضان الشعبي غير المسبوق ، والتأييد الجماهيري اللامحدود الذي يعلن إصراره اليومي على الخروج السلمي في كل شوارع مصر دون خوف وفي استعداد أسطوري لتقديم القرابين في سبيل عودة الشرعية والديمقراطية وسقوط حكم العسكر .. لنا أن نسأل : ما مبررات هذه الهجمة ان لم تكن وجها قبيحا من وجوه الحملة الامريكو-إسرائيلية على الإسلام والمسلمين ؟؟!!! مشكلة الازهر والكنيسة القبطية مع الاسلام ، مع الدين ، وليس مع جماعة الإخوان المسلمين ، فماذا يتوقعون !!! ان يتنازل تسعون مليون مصري عن دينهم والذين يؤمنون بأنه دين ودولة ، ارضاءً لأمزجة قيادات الازهر والكنيسة الذي باعوا ضمائرهم في سوق نخاسة العسكر .. ليت قيادة الازهر والكنيسة تناقش الإخوان فيما يطرحونه من افكار وبرامج ، بعيدا عن سياسة الاستئصال التي تمارسها ، ورفض التسليم بمبدأ جوهري ، وهو حق المسلمين في مصر وعلى رأسهم الاخوان المسلمون في الاختيار الديمقراطي لنوع الحكم الذي يرونه مناسبا لإدارة شؤونهم … من المستهجن ان يلعب الازهر والكنيسة دور ( حصان طرواده ) ، الذي ينسق الهجمة مع الانقلاب مدعوما من الغرب وإسرائيل ، على عالمنا العربي والإسلام ي، من اجل تحقيق مجموعة أهداف : أولها ، اقصاء الدين وحملة مشروعه عن اي امكانية للوصول الى السلطة . وثانيها ، تدعيم الأنظمة الدكتاتورية والتي يمكن ان تعيش هذه الميكروبات العميلة دون أن ينتبه لخطرها أحد. وثالثها ، وهي في اعتقادي ما يصبو هؤلاء الى تحقيقه ، بناء الجسور لوصول اقليات إلى الحكم من خلال تفتيتٍ أعمق لبلاد العرب والمسلمين ، من اجل اقامة ديكتاتوريات الاقليات التي تجعل من التنكيل بالأغلبية المسلمة غاية الغايات ، واكبر المنى . دعوة لليقظة قبل أن يأتي الطوفان آن الأوان لأبناء أمتنا من مسلمين وغير المسلمين في شرقنا العربي والاسلامي ان يعوا ، وأومن أن اغلبهم الساحق يؤمن بذلك من صميم القلب والوجدان ، اننا في هذا الشرق ابناء تاريخ واحد، حضارة واحدة ، ولغة واحدة ، ومصير واحد، ووطن واحد ، وان اختلفت عقائدنا وادياننا… اسلامنا العظيم رغم ايماننا بانه الاكمل والاشمل والاقدر على حل مشكلات العالم ، وهو ايضا الطريق الوحيد الى جنة الخلد والنعيم المقيم ، وهذه عقيدتنا التي لا نحيد عنها، الا انه ومع ذلك دعانا الى التعامل مع اهل الأديان الاخرى على اعتبارهم اهل كتاب، وجزء من ذمةٍ هي عهدٌ وميثاقٌ غليظٌ جعل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الحفاظ عليه والحرص على تطبيقه ، مهما كانت الظروف ، الطريقَ إلى سعادة الدنيا والآخرة ..يقول الرسول الأكرم من ظلم معاهدا او انتقصه او كلفه فوق طاقته او أخذ شيئا منه من غير طيب نفسه ، فانا حجيجه يوم القيامة). ومما أوصى به عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند وفاته:( اوصى الخليفة من بعدي بذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ان يُوَفّى لهم بعهدهم ، وان يُقاتل من ورائهم، ولا يكلفهم فوق طاقتهم ). ومما جاء في عهد النبي لنصارى نجران أمانا لانفسهم وأموالهم وكنائسهم وصليبهم وسقيمهم وبريئهم وسائر ملتهم ، انه لا تسكن كنائسهم ، ولا تهدم ولا ينتقص منها، ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضار احد منهم، ولهم عليّ ذمة الله وذمة رسوله ) . أبَعْدَ هذا وغيره ، يمكن لشرذمات حاقدة ان تتطاول على الإسلام وحملته ؟؟!!!! من مصلحة المسلمين والمسيحيين الوقوف معا بعناد وقوة وثبات أمام كل القوى الظلامية من العسكر وشيخ الأزهر وبابا الكنيسة وعصابات العلمانيين الذين يعملون لخراب مصر وجرها إلى حرب أهلية ستغذي نار أحقادهم ، ولن تخدم إلا مصالحهم في البقاء في السلطة واستئناف دورة أخرى من الدكتاتورية والاستبداد وإن بوجوه شائهة جديدة ، الأمر الذي ثار عليه الشعب المصري الصادق والمخلص بمسلميه ومسيح