عرفت مدينة يافا الفلسطينية على ساحل البحر الأبيض المتوسط بأنها مدينة البرتقال والليمون والحمضيات، إلا أن احتلالها عام 1948م حرم أصحابها من حقوقهم وهجرهم من أوطانهم إلى مخيمات لا تزال شاهدة إلى يومنا هذا. ورغم ما حل بالمدينة من ويلات ما زال فيها مسجد البحر الذي يعود إلى القرن الحادي عشر ميلادي منتصب القامة، راسخ البنيان، مرفوع المئذنة! ولا يزال شبابه يتجدد في وجه الدمار متحدياً عاصفة التغريب، حيث بقي يحظى بتجديد إعماره على مر العصور من قبل أصحاب الهمم العالية من فضلاء المسلمين. ففي العهد التركي وقبل حوالي 140 عاما قام الوزير التركي حسين باشا بتجديد إعماره، ثم واصل هذا المسجد دوره إلى يومنا هذا رغم التقصير الذي بدا واضحا بعد الاحتلال. وفي محاولة منها لإعادة المجد والحياة لهذا المسجد بدأت مؤسسة الأقصى الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948م التي يرأسها الشيخ رائد صلاح قبل خمسة اشهر بالعمل على ترميم هذا المسجد وصيانته. وتقول المؤسسة أن المسجد كان يعاني من شدة الرطوبة نتيجة قربه من البحر، حيث نخرت في حجارته، ومما زاد الطين بله تعرض المئذنة لصاعقة برق أصابتها فهدمت أجزاء منها وعطلت شبكة الكهرباء التي كانت تضيء محرابه ورحابه في ساعات الليل لوفود المصلي. لذلك أخذت مؤسسة الأقصى على عاتقها تدارك الأمر والعمل على حماية المسجد، وفعلا بدأت مشوار الإعمار في شهر آب الماضي، وانتهت منه في منتصف شهر تشرين ثاني الجاري، بتكلفة إجمالية بلغت حوالي(38045 $). وتوضح المؤسسة أنه تم تجديد إعمار المسجد وإحياء رسالته الإسلامية العريقة الشاملة، فتم عدا للإصلاح والترميم إضافة غرفة لتحفيظ القرآن الكريم تشرف عليها (مؤسسة حراء لتحفيظ القرآن)، وغرفة حاسوب لطلبة العلم من أبناء يافا، وغرفة لتدريس الأطفال أركان الإسلام والإيمان وخصائص أخلاق الطفل المسلم. فلسطين-عوض الرجوب