"واش تقبل تكون شماتة…؟!" شعار الحملة الوطنية لوقف العنف ضد النساء قالت بسيمة الحقاوي وزيرة التضامن والأسرة والمرأة والتنمية الاجتماعية إن مشروع قانون مناهضة العنف ضد النساء سيخرج إلى حيز الوجود قبل متم هذه السنة. وأوضحت الحقاوي في كلمتها خلال إطلاقها الحملة الوطنية الثانية عشر لوقف العنف ضد النساء يوم الثلاثاء 25 نونبر "نحن مصرون على إخراج قانون مناهضة العنف ضد النساء"، مضيفة أنه لايمكن أن ننجح في محاربة العنف ضد النساء بالحملات التحسيسية فقط إذ لابد من آليات قانونية وزجرية متشدد عندما نحتاج إلى محاربة التشدد. واختارت وزارة التضامن موضوع مرتكبي العنف لهذه الحملة تحت شعار "واش تقبل تكون شماتة…؟ العنف ضد المرأة ضعف ماشي قوة"، واعتبرت بسيمة الحقاوي الوزيرة الوصية على القطاع أن هذا الشعار مساءلة لكل من يرتكب أو له استعداد لارتكاب العنف ضد المرأة، كما أنه وصم لكل من يتمتع بنخوة الرجولة وعليه أن يتخلص من غرائز الذكورة المتخلفة لدفع هذا الوصم عنه، وأضافت الحقاوي أن هذه الحملة هي مناسبة للمرور إلى خطاب أقوى وسرعة أقصى مقارنة مع المحطات السابقة. وأعلنت الحقاوي في كلمتها عن إحداث المرصد الوطني لمحاربة العنف ضد النساء بعد مشوار طويل بدأ منذ عام 2005، مشيرة إلى أن العمل في إطار المرصد سيبدأ الأسبوع المقبل. وأضافت الوزيرة أنه في سياق تطوير المعرفة بهذه الظاهرة ستعمد الوزارة إلى إطلاق البحث الوطني الثاني حول العنف ضد النساء بشراكة مع المندوبية السامية للتخطيط، وهو ما سيمكن من تحيين المعطيات حول هذه الظاهرة، هل هي فعلا في تصاعد مستمر أم انحسار أم أن العنف بدأ يأخذ تمظهرات جديدة لم تكن بارزة من قبل. وقالت الحقاوي إن مجتمعنا المغربي ربما لم يبلغ من النضج الذي يمكن أن يتحرر من منطق التراتبية والدونية في التعاطي مع النساء التي تكرست عبر الزمن من طرف مجموعة من المؤسسات بدءا من الأسرة والمدرسة والشارع ووسائل الإعلام، معتبرة هذا المنطق يتناقض مع الديمقراطية ومع القيم التي انبنت عليها أمتنا. وأضافت الوزيرة أنه برغم الجهود المبذولة مؤسساتيا ومجتمعيا للحد من العنف ضد النساء، إلا أن الظاهرة استفحلت وأخذت أبعادا وأشكالا متنوعة أضحت تثير القلق على جميع المستويات، وتتطلب تعميق المعرفة بأسباب تفاقم هذه الآفة الاجتماعية التي تنخر مجتمعنا وتكلفه كلفة اجتماعية ثقيلة، ناهيك عن الكلفة الاقتصادية. وأشارت الحقاوي إلى أن تنامي ظاهرة العنف أصبح يهدد كيان مجتمعنا، ويعيق مساره التنموي، معتبرة أن التطورات التي بدأ يأخذها العنف في شكل حوادث صادمة، تخلخل المنظومة المجتمعية وتستفز مشاعرنا وقيمنا، وتسائلنا جميعا، كفاعلين مؤسساتيين ومدنيين. ودعت الحقاوي إلى تكثيف الجهود بشكل متكامل على مختلف المستويات التربوية والثقافية والاجتماعي والاقتصادية والتشريعية للتغلب على ظاهرة العنف. يذكر أن حملة هذه السنة، التي تمتد فعالياتها إلى غاية 10 دجنبر المقبل، تهدف إلى تسليط الضوء على مرتكبي العنف ضد النساء، من خلال بث وصلات تحسيسية عبر مختلف وسائل الإعلام، وتنظيم ثمانية لقاءات جهوية بكل من مدن القنيطرة، وطنجة، والجديدة، وتازة، وصفرو، وتارودانت، وبني ملال، والحاجب.