يقبل المغاربة خلال العشر الأواخر من رمضان، مثلما يكون دائما عند اقتراب الأعياد والمناسبات، على شراء "البلغة"، النعل التقليدي الذي يشتهرون به، كحذاء يناسب ارتداء القميص أو الجلباب. وتحظى البلغة الفاسية، نسبة إلى مدينة فاس العريقة بأكبر حصة من سوق الأحذية التقليدية في أيام الأعياد، بحكم جودتها، وأناقة انتعالها. أمام أعين السياح، المغاربة منهم والأجانب، يقوم الصانع الحسين المخزوم، بإنتاج "البلاغي" في انتظار توقف زبون، يسأله عن أثمنة ما تخيط، وتعد أنامله. "امتهنت هذه الحرفة مذ كنت صغيرا، وتعلمت فيها أصول الحرفة من ألفها إلى يائها "يشرح الحسين بوجه بشوش، لوكالة الاناضول، قبل أن يستعرض قواعد إتقان "البلغة الفاسية"، التي تتميز بمقدمتها الحادة، وخياطة محيط الحذاء كاملا. "نستخدم المواد الطبيعية فقط"، يقول الحسين، قبل أن يشرح أن دباغة الجلد الذي يتم صناعة الحذاء منه، تتم بمواد مثل الزعفران وزق الحمام وقشور الرمان. ويوضح هذا الصانع الفاسي، أن جلد الماعز، هو الأنسب لصناعة الأحذية المتينة، التي تحافظ على شكلها، بينما يستخدم جلد الخروف في صناعة البلغة الأكثر نعومة. يفضل، أغلب الصناع، الاشتغال بمنازلهم، أو بدكاكين صغيرة، بعيدا عن السوق الرئيس الذي تعرض فيه سلعهم، حيث يتواجد الوسطاء الذين يشترون الأحذية على دفعات، حتى يوفروا كمية كبيرة، يتم نقلها إلى باقي الأسواق المغربية.