دعت العديد من فعاليات المجتمع المدني عموم المواطنين المغاربة إلى الخروج بكثافة ليلة يوم الجمعة 11 يوليوز 2014 بمختلف المدن المغربية للتنديد بالإجرام الصهيوني في غزة، وتنظيم وقفة مركزية بالعاصمة الرباط على الساعة العاشرة ليلا أمام البرلمان. ووفقا لنداء الوقفة الذي وقعته عشر هيئات مدنية، فإن الوقفة تأتي للتنديد بالهجمات العنصرية الإرهابية على الشعب الفلسطيني ومواصلة سياسة العقاب الجماعي في حق المدنيين الفلسطينيين بدعم سافر من القوى الإمبريالية، كما أن الوقفة وفق النداء ذاته، تأتي للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الصامد في انتفاضته. وضمن تطورات ردود الفعل على القصف الصهيوني لغزة والذي خلف عشرات الشهداء ومئات المصابين، وصفت الخارجية المغربية العدوان الإسرائيلي على غزة بالهمجي معبرة عن إدانتها وقلقها الشديد من "تنامي العدوان على قطاع غزة، والذي بلغ حد القصف الهمجي للمنازل واستهداف المدنيين"، متقدمة بتعازيها لأسر الشهداء. ودعت الرباط المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته كاملة والتدخل فورا من أجل الوقف الفوري للعدوان، وحماية الشعب الفلسطيني وصون حقوقه، وتحميل "إسرائيل" مسؤولية هذا الاعتداء السافر، وإجبارها على الوفاء بتعهداتها والالتزام بقرارات الشرعية الدولية. وكشف خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، النقاب عن ورود اتصالات كثيرة للحركة من الشرق والغرب تطالب بالتهدئة مع الاحتلال ووقف إطلاق الصواريخ، مؤكدًا أن ذلك مرفوض لكون الاحتلال هو من بدأ عدوانه. وأضاف القائد الفلسطيني، في خطاب ألقاه مساء أول أمس الأربعاء "إن الاحتلال الصهيوني هو من بدأ الحرب، والمقاومة والشعب الفلسطيني له الحق في الدفاع عن نفسه". وأضاف "نقول للمطالبين بتهدئة مع الاحتلال مقابل تهدئة: عودوا للوراء.. نحن اليوم أمام معركة كبيرة نقاتل فيها العدو الذي يتحمل المسؤولية". وشدد مشعل على أن "الحرب فرضت علينا، أعطينا كل الفرص ولم يبق أمامنا إلا أن ندافع عن أنفسها.. انتصرنا في الحربين الماضيتين لأن الله كان معنا، سنخوض واجبنا في الدفاع عن أرضنا في كل لحظة ولو وقفنا وحدنا". وتابع: "هل اعتقد نتنياهو ألا يكون لنا ردة فعل على جرائمه؟ الغرب والعالم المتحضر يمارس ازدواجية المعايير بحق الشعب الفلسطيني. لا تستغربوا إذا انفجر الشعب الفلسطيني في وجه العدو الصهيوني بعد أن أوصلتموه إلى الحائط". وشدد مشعل مخاطبًا الصهاينة على أنه "لن يطول الزمن حتى لن تجدوا فلسطينيًا يجرؤ أن يعرض اتفاقًا على أساس 67.. غيروا قيادتكم أجبروها على وقف العدوان، فنتنياهو يقودهم إلى الفشل والهزيمة وعليكم تغييره.. هناك شعب عظيم هو صاحب الأرض". ودعا القائد الفلسطيني فصائل المقاومة في الضفة والقطاع إلى أن تتحمل مسؤولياتها، وأضاف: "الحمد لله أنتم عند حسن الظن.. أعطيت الكثير من البطولة لأننا أصحاب قضية عادلة لا نهدد أو نتوعد، أدعوكم أن تتوحدوا في الميدان حتى ينتصر على العدو المجرم". ودعا مشعل جميع الفصائل والقيادات السياسية إلى أن تنسق جهودها أمام هذه الملحمة، وأن تكون معا في معركة الدفاع عن شعبنا أمام العدوان الصهيوني. وحث مشعل السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية على الوقوف مع شعبهم، وقال: "نحن وأنتم في خندق واحد في وجه العدو الذي لا يفرق بيننا"، وأضاف "كل ما يفعله العدو في الضفة يأذن لنا أن ننتفض في وجهه، شعبنا يعرف طريقه إلى الانتفاضة مع العدو". وطالب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، الزعماء العرب والمسؤولين في العالم كله "كل منكم يقدم على قدر رجولته ونخوته وإنسانيته ومسؤوليته.. نأمل في الأمة خيرًا وفي العالم الحر خيرًا، لكننا لن ننتظر أحدا لأن الله ناصرنا".