نظمت سفارة المغرب بفرنسا ندوة تحت عنوان "الأديان والتحولات المجتمعية" أطرها الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء. الدكتور أحمد العبادي. وهذا مؤشر على أن الدين له دور استراتيجي في حياة الأفراد والجماعات. والاستفادة الثانية أن المغرب يستثمر اصوله الدينية والحضارية والتاريخية من أجل بلورة رؤية استباقية تحت إشراف أمير المومنين ولذلك فالندوة من تنظيم مؤسسة رسمية ألا وهي السفارة التي تمثلنا في بلد تربطنا به علاقات خاصة ويستوعب أكبر تجمع مغربي يعيش بالديار الفرنسية. وأشار سفير المغرب بفرنسا السيد شكيب بنموسى أن الشأن الديني مؤطر دستوريا. وقد عززت المقتضيات الدستورية الثقافة الدينية التي كانت سائدة في التاريخ المغربي. ومن خلال تتبعنا لهذه الإشراقات الدينية من خلال الدستور يمكن أن نؤكد على ما يلي: المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة. وتتميز الهوية المغربية بتبوأ الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها. مع التشبث بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار. وتستند الأمة في حياتها العامة على الثوابت الجامعة والتي تتمثل في الدين الإسلامي السمح والوحدة الوطنية متعددة الروافد والملكية الدستورية والاختيار الديمقراطي. والإسلام دين الدولة والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية. ولا يجوز أن تؤسس الأحزاب السياسية على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو جهوي. ولا يجوز أن يكون هدفها المساس بالدين الإسلامي.أو بالنظام الملكي أو بالمبادئ الدستورية أو الأسس الديمقراطية أو الوحدة الوطنية أو الترابية للمملكة. والملك أمير المومنين وحامي حمى الملة والدين والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية. ويرأس المجلس العلمي الأعلى. ويمارس الملك الصلاحيات الدينية المتعلقة بإمارة المومنين والمخولة له حصريا.بواسطة ظهائر. وإذا كان احترام الدستور من المقاصد الكبرى لسيادة الدولة فإن الملك يعين ستة اعضاء من مكونات المحكمة الدستورية من بينهم عضو يقترحه الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى الذي يرأسه أمير المومنين. انطلاقا مما ذكر فإن الندوة التي حاضر فيها الأمين العام للرابطة المحمدية لعلماء أكد فيها على أن الإصلاح الديني بالمغرب يركز على التوازن بين التقاليد والانفتاح وهذا نقيض التطرف. وهذه مقاربة يدعمها أمير المومنين اعتمادا على العمل المؤسساتي المنضبط للمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني. وقد انطلق هذا لإصلاح منذ القرن العشرين حيث تأسست الرابطة المحمدية للعلماء.وهي قوة اقتراحية في هذا المجال. وقد كان الراحل الحسن الثاني يدعو دائما إلى الاجتهاد. وقد عرف الشأن الديني في عصر أمير المومنين محمد السادس حفظه الله تجديدا على مستوى الخطاب والنخبة بتشكيل معهد تكوين الأئمة والمرشدات والذي اتخذ بعدا عالميا والذي يسلم شهادات عالمية. تجد صداها في بلدانهم. كما تم إحداث دار الحديث الحسنية. واعتمادا على مبدأ الحكامة انطلق إصلاح الشأن الديني في ثوبه الجديد ابتداء من سنة 2004 على مستوى الهيكلة والخطاب والغايات خاصة بعد العمليات الظلامية التي شهدها المغرب سنة 2003 من قبل عمليات حمقاء لا أصل لها في النقل والعقل وأصبحت المسؤولية أنذاك مضاعفة. ومن الأسس الواجب توفرها في حاملي هذا المشعل الذي يتوق إليه أمير المومنين نذكر: الدعوة إلى الوحدة والأخوة والمحبة والوفاء للمقدسات والحكمة في الخطاب والفقه والورع والقدوة وخدمة الدين والتأثير والإشعاع والمشاركة الفاعلة.... ومن هذا المنطلق ندعو إلى الدينامية طبقا لتوجيهات أمير المومنين من أجل تأهيل المواطنات والمواطنين لغايات وأبعاد إصلاح الشأن الديني بالمغرب، وهذا ما سيساهم في نشر العلم والوعي ومحاربة التطرف وتعزيز الوحدة، ونشر السلم وتنمية التطور وغرس مبادئ الاستقرار. وهذا ما جعل مؤسسة إمارة المومنين تعتبر قدوة على مستوى السلام والتطور والاستقرار والوحدة للذات والآخر. إن نجاح إصلاح الشأن الديني بالمغرب مرتبط بالتعاون بين العلماء والأمراء في إطار المسؤولية المتبادلة والوفاء للمقدسات وتقدير حرمة السلطان وواجب التقدير والاحترام وهذا ما أكدته التجارب التاريخية الناجحة .وللحديث بقية ورمضان مبارك وكل رمضان وأنتم بخير.