بداية أجد نفسي مضطرا لتعريف «الشقف» خاصة للجيل الحديث. انه يشبه «المقرونية» مصنوع من طين وله فوهتان واحدة تتصل بمباشرة برأس السبسي وهو عود مجعوب والفوهة الثانية تمتلئ بمسحوق الكيف وهكذا يكون الصاروخ جاهزا الانطلاق في عالم التبويقة بعد أن تم تجهيزه برأس متفجرة حاملة لمادة الكيف من نوع الكتامي القوي المفعول. فالكثير من شباب اليوم لا يعرف عن هذه المعدات التقليدية في ميدان الدوخة الحمراء إلى النزر القليل رغم أن التراث المغربي –الهداوي- فيه ذكر الشقف والسبسي، وهناك في ضواحي فاس عين تسمى عين «الشقف» وقد تصادف امرأة في أحد أزقة المدينة القديمة وهي غاضبة من سمسار غرر بها تطلب من الله أن يغبر له «الشقف» أو قد تسمع رجل فشل ولده في اجتياز الامتحان سير الله يغبر ليك «الشقف» وآخر خارج من مصلحة إدارية لم تقضى حوائجه سير الله يغرق ليكم «الشقف»، والأكيد أن هذه الدعوات كانت خطيرة في ذلك الزمان حيث كان الناس يستعيذون بالله من شر عاقبتها على المعني بالأمر وكيف لا ونحن نعلم أن «السبسي» بلا شقف لا يساوي شيئا، «وتصوروا معي حفظكم الله من شر البلية» أن رجلا مبتلا بهذه المصيبة وهو صائم وبعد أن جهز مسحوق الكيف وأحضر السبسي تفقد «الشقف» فلم يجده وقد اقترب موعد أذان المغرب، فالكيف والسبسي موجودان ولكن أين القارئ –lecteur- فهل تعتقدون معي أن هذه العائلة سوف تتذوق طعم الإفطار؟ بتأكيد لا قبل أن يجد صاحب البيت «الشقف» إنها ليلة سوداء لسيدة زهور وأولادها. إنها الجذبة الكل ينخرط في بحث محموم عن هذه الجوهرة الثمينة الشقف، لهذا كانت هذه الدعوة في الماضي رهيبة. لكن اليوم وفي عصر المعلوميات والثقافة الرقمية استبدلت هذه الدعوة بأمور تواكب تطور العصر فبذل ان تطلب من الله ان يغبر لفلان «الشقف» أصبحت ترجو له متاعب الكترونية كأن تجتاح حاسوبه فيروسات أو تقول له: سير الله يتلف ليك كلمة السر «mot pass» وتخيلوا معي شخص له رصيد بنكي مهم ولم يجد كلمة السر. دعوة أخرى بغيتك ديما خارج التغطية.. المهم تغيرت الأحوال والأقوال وقبل الختام لا بد من التنبيه إلى ان الكيف تم إدخاله إلى المغرب وليس نباتا أصليا فيه، كما يعتقد الكثير . فهذه المصيبة المسماة القنب الهندي أدخلته فرنسا وإسبانية إبان الفترة الاستعمارية.فقبل القرن18م لم يكن لهذه النبتة وجود بهذه الأرض. لكن دعاة الاستعمار المفرنسين يعتمون على هذه الحقائق التاريخية ويمجدون الاستعمار بكل مصائبه. ففي سنة 1492 اكتشف كولومبوس القارة الأمريكية ومعه بدأت قصة التدخين وفي سنة 1560 السفير الفرنسي في البرتغال «جان نيكوت» أرسل التبغ إلى ملكة فرنسا كاترين «دوميديسيس» التي كانت مصابة بالشقيقة ونصحها بتنشقه «التنفيحة». من اسم هذا السفير اشتقت كلمة نكوتين المادة السامة التي يحتوي عليها التبغ. وهكذا انتقلت هذه النبتة المبوقة إلى المغرب، وتم القضاء على زراعتها في الحوز والغرب بعد الاستقلال وبقيت في الشمال الله يعفو عليهم منها . إوا شوف أبا المعطي فرنسا والصبليون كيتهمونا بتصدير الحشيش أهوما لي جابو لينا هاذ البلا أحمقوا الشباب وياك غير بضاعتهم ردت اليهم أش ظهر ليك أبا المعطي شوف ولدي الله يغبر لهم «الشقف» بجوج..