اعتبر ادريس بوانو الباحث في العلاقات المغربية التركية، أن الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للمرة الثانية بعد زيارته الأولى سنة 2005 ذات أهمية بالغة في علاقات البلدين، وقال إن توقيت الزيارة وحجم الوفد المشارك يؤشر على مدى متانة وقوة العلاقة بين البلدين اللذين يتموقعان من الناحية الجغرافية والسياسية في منطقة حساسة ويضطلعان بدور أساسي في معالجة الكثير من القضايا والملفات، ويتمتعان بمصداقية كبيرة لدى المجتمع الدولي ويتميزان بالاستقرار السياسي والاقتصادي، مضيفا أن البلدين معا يشتركان في مسار الإصلاح، حيث قامت تركيا قبل عشر سنوات بسلسلة من الإصلاحات في إطار ما يسمى ب»التغيير الصامت» مكنها من السير قدما على السكة الصحيحة، فيما يخط المغرب هو الآخر في نفس المسار، وشدد المتحدث، على أن الزيارة ستساهم لا محالة في الدفع بعلاقات البلدين والوصول فيها نحو ما يمكن أن نسميه بالشراكة الاستراتيجية. من الناحية السياسية اعتبر «بوانو» أن الزيارة في هذه الظرفية تشكل نوعا من الدعم المباشر لمسار الإصلاح الذي يسلكه المغرب بقيادة الملك والمجهودات التي يقوم بها حزب العدالة والتنمية. ومن الناحية الاقتصادي أكد المتحدث، أن هناك سعيا أكيدا للرفع من حجم المبادلات التجارية بين البلدين التي انتقلت من 500 مليون دولار سنة 2006 إلى 1.5 مليار دولار سنة 2011، ونية لدى مسؤولي البلدين لتطوير التبادل التجاري الذي قد يصل خلال السنوات القليلة القادمة إلى 5 مليار دولار، مشيرا إلى أن ترأس الحكومة من طرف حزبين لهما قواسم مشتركة من شأنه أن يعزز تعاون الطرفين. من جهة أخرى، أكد المتحدث أن تطور العلاقات وتعزيزها بين تركيا والمغرب سوف ينعكس على المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والعلمي، في ظل تطور المبادلات التجارية بين البلدين رغم العجز في الميزان التجاري لصالح تركيا وارتفاع تدفق السياح المغاربة نحو تركيا والعكس بالنسبة للأتراك نحو المغرب وارتفاع نسبة الطلبة الذين يتابعون دراستهم بالبلدين، وأبرز أن المغرب بإمكانه أن يشكل منصة صناعية كبيرة لتركيا، تمكنه من جلب كبرى الشركات التركية لوضع لبناتها الأساسية في المغرب والقيام باستثمارات ضخمة يكون عائدها كبيرا على للبلدين.