حذر الداعية حسن العلمي من تفشي الفساد بمختلف أنواعه في الأمة الإسلامية، موضحا في درس حول السنة النبوية نظمته حركة التوحيد والإصلاح في إطار سلسلة دروس سبيل الفلاح الجمعة المنصرم، أنه لا يمكن أن تستقيم للمسلمين حضارة، ولا أن يقوم لهم شأن، إذا تسرب إليهم الفساد وخصوصا الفساد الأخلاقي، قائلا «وإنما الأمة الأخلاق ما بقيت فان ذهبت أخلاقهم ذهبوا». وأفاد العلمي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا بواقع المسلمين اليوم، وما يؤول إليه أمر الناس في أخر الزمان، مفيدا أنه حذر المسلمين من خمس أفات، بقوله صلى الله عليه وسلم «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ»، الحديث يوضح العلمي من دلائل نبوة الرسول الكريم، وكأن الرسول صلى الله عليه يستشف الغيب، والله سبحانه وتعالى يعلمه بكل ذلك، قال الله تعالى «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى»، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول العلمي يصور لنا المجتمع وما أل إليه في هذا الزمان الذي أظلمت فيه السبل، وقل فيه المعين على دين الله تعالى، وظهر هذا الفساد الذي استشرى اليوم في المجتمع في أمور خطيرة وعظيمة عليها قوام حياة الناس. وأجمل الرسول صلى الله عليه وسلم الفساد الذي يصيب الأمة اليوم حسب العلمي في الفساد الأخلاقي، والفساد السياسي، والفساد الاقتصادي، والانحلال من القيم، مبرزا أنه يؤثر على المجال السياسي ومجال القوانين، مفيدا أن هذا يدل على أن الأمة قد سارت في طريق الهلاك، كلام الرسول الأعظم موجه حسب العلمي إلى عامة الناس والجماعة المسلمة التي عليها قام الدين وقامت عليها الحضارة الإسلامية وقام عليها المجتمع الإسلامي، وليس فقط موجه إلى المهاجرين. وأبرز العلمي أن بعض مظاهر الفساد كانت في المجتمعات الإسلامية قديما، بل حتى في زمان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لكن يوضح العلمي ظلت حالات معزولة عن المجتمع، مؤكدا أن الناس كانوا يستحيون في ذاك الوقت لقول النبي الكريم « إذا لم تستح فاصنع ما شئت»، مفيدا أنه إذا رفع الحياء من الأمة كان ذلك ايدانا بخرابها، قائلا « عندما يتسرب الفساد إلى المجتمع والإعلام والى عالم الصحافة ويتسرب إلى المنتديات وأصبح الناس يتبجحون بفضائحهم ولا يستترون» يهلكون، ولهذا قال النبي الأكرم حسبه «من ابتلي بشيء من هذه القادورات فليستتر». وأكد العلمي أنه لا يمكن أن يرتفع الخير في أمة الرسول الكريم إلى يوم القيامة، مفيدا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول «من قال هلك المسلمون فهو أهلكهم». وأشار العلمي إلى أن تسلط الأعداء على الأمة الإسلامية يكون بما صنعت هي بيدها، مؤكدا أن الخراب يأتينا من الداخل وليس من الخارج، قائلا «لا يجب على المسلمين أن يعلقوا مشاكلهم على الآخرين ويعلقون مشاكلهم على نظرية المؤامرة، ويقولون هذا ما فعلته بنا دوائر المكر» لأن هذا حسبه يكرس الضعف والهوان في المسلمين لهذا يقول سبحانه وتعالى «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».