ينظم معهد الدراسات والأبحاث للتعريب بجامعة محمد الخامس يومي 25 و26 من الشهر الجاري ندوة وطنية حول موضوع «اللغة في الإعلام المغربي بين ثوابت الهوية ومقتضيات الانفتاح»، وأوضح بلاغ للمعهد، أن هذه الندوة التي ينظمها فريق اللسانيات الاجتماعية والتخطيط اللغوي، تروم إعادة صوغ أسئلة لغة الإعلام في المغرب على ضوء ما تحقق من تراكم بحثي في المجال، وما استجد في حقول البحث في علوم اللسان والتواصل والاجتماع، وترتكز هذه الندوة حول أربع محاور تهم «اللغة ونظريات التواصل»، «دور الإعلام في تنمية اللغة»، «المظاهر العامة للغة الإعلامية .. الإعلام المكتوب والسمعي البصري والإلكتروني ...»، «اللغة الإعلامية بين متطلبات المهنة والضوابط اللغوية»، «الواقع اللغوي في الإعلام المغربي» و»اللغة العربية في الإعلام المغربي .. الواقع والمأمول». وتأتي هذه الندوة المتوقع تنظيمها هذا الشهر على بعد أيام من احتفال العالم لأول مرة باليوم العالمي للغة العربية، إذ اعتمد المجلس التنفيذي لليونسكو يوم 18 دجنبر يوما عالميا للغة العربية، وذلك على هامش الدورة 190 للمجلس التنفيذي الذي انعقد بين الثالث والثامن عشر من شهر أكتوبر مقر المنظمة بباريس، واستندت اليونسكو في قرارها جعل يوم عالمي للاحتفال باللغة العربية، على أنها من أكثر المجموعات السامية استخداما، وإحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في المنطقة العربية، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإريتريا، كما أنها لغة طقسية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في العالم العربي، كما كتب بها عدد من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى. وارتكزت اليونسكو في قرارها أيضا، على أن اللغة العربية كانت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصة المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية، كما بنت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة قرار الاحتفال باليوم العالمي للغة القرآن، بكون اللغة العربية ليست مجرد أداة للاتصال، فهي تمثل نسيج التعبيرات الثقافية، وهي الخامل للهوية والقيم ورؤى العالم، وهي وعاء التنوع الثقافي والحوار بين الحضارات وتمد الجسور لتوثيق العلاقة بين المجتمعات وإثراء تنوع أشكال التعبير والتفاعل وتبادل الدعم والتمكين. يذكر أن اليونسكو اختارت يوم 18 من الشهر الجاري للاحتفال باللغة العربية لأنه يتزامن مع ذكرى يوم إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية في الأممالمتحدة.