«بين رتا وعيوني بندقية» و «أحن إلى خبز أمي» و«منتصب القامة أمشي» على وقع هذه المقاطع وغيرها أسر الفنان العبي مارسيل خليفة قلوب جمهور مهرجان الفيلم الوثائقي بخريبكة مساء أول أمس السبت وقد عبر عن ذلك تأرجح القاعة بين صمت يرخي معه الجميع الآذان لتذوق نغامات آلة العود اللبنانية وبين تصفيقات حارة مرفوقة بالوقوف احتراما وبالزغاريد وعبارات الصلاة على رسول الله بطريقة المغاربة الخاصة في أفراحهم إلى آخرون اختاروا التفاعل بالابتسامات العريضة وأيضا بالدموع المنهمرة من طرف البعض الآخر. مارسيل خليفة ذلك الصوت العربي والإنساني الممتع في طربه المصاحب لكل الآهات الفلسطينية والعربية والإنسانية، لم يبخل على جمهور المدينة الفسفاطية بجديده حيث غنى للحب وللحمام وللأرض وللسلام فقال من بين ما قال من قصائد درويش «أعدي لي الأرض لكي أستريح فإني أحبك حتى التعب»، مارسيل الذي تسلم أكثر من جائزة ودرع وتذكار ومئات الصور من المعجبين كبارا وصغارا قال وهو المعروف بتبنيه لقضايا الإنسان العادلة والداعي إلى وحدة الشعوب العربية «إن الشعوب العربية لا تعرف بعضها متنميا أن لا يصبح بين هذه البلدان لا حدود ولا جوازات سفر. وأضاف المطرب في كلمة له فور وصوله لمدينة اخريبكة إنه يعبر بالقصيدة والأغنية لأنه يتقنها مبديا إعجابه بالسينما ومتمنيا أن يتمكن منها في يوم من الأيام ولو بإنتاج أو إخراج فيلم وثائقي، حول القضايا العادلة التي يناضل من أجلها منذ مدة. مارسيل قال أيضا إنه يدعم كل الشعوب العربية الثائرة وكل من يقول لا للقذارة. إنه مارسيل خليفة الذي كان الناس ومنهم المغاربة في فترة الثمانينات يقتنون أشرطته مختبئين خوفا من الاعتقال في زمن كان للكلمة وزن الرصاص وأكثر، هو أحد المساهمين في نشر ثقافة الكلمة الهادفة والملتزمة المبنية على رؤية مقاومة وجمالية عز نظيرها، مبتعدا بذلك بشهادة كثيرين عن كل أشكال المسخ الفني إنه حامل لواء الحرية والكرامة والفن الأصيل الذي كان يسكت لفترات ويترك القاعة تموج بأغانيه مكتفيا في عدد من الأوقات ببالتسفيق للقاعة لأنه حل فيهم وحلوا فيه إلى درجة قال أحدهم «إن مارسيل أصبح في كل الأفراد» وعلق آخر وكأنه في سهرة في مسقط رأسه لبنان وليس المغرب».