قال الدكتور أحمد الريسوني إن «هناك تحولات عميقة وكبيرة ونوعية حصلت في المغرب وهي بدون شك ولا تردد ولا جحود حصلت بفضل الربيع العربي» معتبرا أن ضمانة التحول الحقيقية هي التحول في الشعب وفي المجتمع وفي يقظة الشعوب. الريسوني تناول في الجزء الأول من الحوار الأول له عقب دخوله النهائي للمغرب بعد غياب دام ست سنوات ونصف بالديار السعودية، المحنة التي كانت مرت منها الحركة الإسلامية بالمغرب موضحا أن صمود العمل الإسلامي وصمود الشعوب في تمسكها بذاتها وهويتها هو الذي أفشل مخططات الاستئصال وأوصل الحالة المغربية اليوم إلى ما هي عليه، وأردف بالقول «في جميع الحالات وكيفما كان تقييمنا لهذه التجربة من الانتخابات إلى تشكيل الحكومة الجديدة إلى الآن فنحن في وضعية جيدة وممتازة». الخبير الأول بمجمع الفقه الإسلامي بجدة ورئيس رابطة علماء السنة يتطرق في هذا الحوار أيضا، إلى مساهمته وإشرافه على موسوعة القواعد الفقهية والأصولية وإلى أبرز مميزات هذا العمل العلمي الضخم والاستثنائي في تاريخ التأليف الإسلامي. وأكد الريسوني عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح أن صلته ببلده الأم ظلت قوية ومتواصلة خلال إقامته بالديار السعودية، مضيفا أن الجانب العلمي سيبقى هو الجانب الأساس الذي سيشغله سواء داخل الحركة أو خارجها لكن العمل العلمي الصرف يشرح رئيس الحركة الأسبق ليس هو وحده ما تحتاجه الحركة وليس هو وحده ما سيشتغل به مؤكدا أنه «لا يمكنني أن أكون بمنأى عن المعارك الثقافية والفكرية والسياسية التي يعرفها الواقع المغربي وتعتمل فيه». حاوره محمد لغروس – تصوير عصام زروق ● ست سنوات ونصف مرت من غيابك العلمي عن المغرب مع زيارات متقطعة كيف وجدت المغرب بعد عودتك النهائية والميمونة بفضل الله؟ ❍ بسم الله الرحمان الرحيم، بعد ست سنوات ونصف السنة قضيتها بالمملكة العربية السعودية بمدينة جدة، الحمد لله توجت هذه السنوات وهذه الغيبة بإتمام موسوعة القواعد الفقهية والأصولية التي ذهبت للعمل فيها، والآن عدت للمغرب مع العلم أن صلتي بالمغرب ظلت دائمة وقوية ومتواصلة سواء من خلال الزيارات حيث كنت آتي للمغرب ثلاث مرات في السنة تقريبا أو بالاتصالات المتنوعية والمختلفة ومنها الصحافة الإلكترونية والزيارات المتبادلة بيني وبين عدد من الإخوان، ولذلك فالغياب هو غياب نسبي، ولذلك فالتطورات التي شهدها المغرب كنت على صلة بها ومراقب لتطوراتها وحلقاتها، ولذلك لم آت لأجد أي مفاجئة لأن صورة المغرب لم تغب عني نهائيا، ولكن وبدون شك فما بين الفترة التي ذهبت فيها والفترة التي عدت فيها هناك تحولات عميقة وكبيرة ونوعية حصلت في المغرب وهي بدون شك وبدون تردد ولا جحود هي حصلت بفضل الربيع العربي وهذه الانتفاضة الشعبية التي شهدتها معظم الدول العربية فإذن بفضل هذه الانتفاضة وهذه الهزة السياسية التي عرفتها الدول العربية وخاصة جنوب البحر الأبيض المتوسط أي من مصر إلى المغرب ثم في دول أخرى، فبفضل هذه الحركية المغرب انتقل نقلة نوعية وخاصة ما يهم وضعية الحركة الإسلامية ووضعية الحريات السياسية والوضع السياسي بصفة عامة. وبالطبع فنحن في المغرب منذ الاستقلال ونحن نسمع الحديث عن الديمقراطية وعن الانتقال الديمقراطي وعن التناوب..، والحقيقة أن ذلك كان كلاما وكان خداعا وكان تزييفا، لكن النقلة الحالية هي نقلة حقيقية وهي الأولى من نوعها في المغرب الحديث، فالانتخابات كانت هي الأولى من نوعها وأعقبها بشكل فوري وتلقائي تعيين رئيس الحزب الفائز رئيسا للحكومة والوزراء الآن نسبيا يؤدون مهامهم بقدر غير مسبوق من الاستقلالية وحرية المبادرة، وحرية الشارع أيضا وهذا هو المهم عندي فهذه الأخيرة ارتقت ارتقاء واضحا فالأصوات الآن في كل مكان تنادي بحقوقها وتنادي على الظالم يا ظالم، وتنادي على الظالم إرحل، وهذه ثقافة يجب أن تستمر ويجب أن تترسخ، وفي الحقيقة فهي التي أفضت إلى ما نعيشه اليوم من حكومة جديدة وانتخابات جديدة، ولذلك فضمانة التحول الحقيقي هو التحول في الشعب وفي المجتمع وفي يقظة الشعوب، وكما سبق أن لخصت في عدد من المقالات والحوارات إننا دخلنا في عهد الشعب يريد. ● قبل سفرك تركت إخوانك «التيار المشارك من الحركة الإسلامية تحديدا بالمغرب» في المعارضة وعدت وقد تولى التمثل السياسي لهذه التجربة إدارة الشأن العام كيف تقرأ هذا التحول وقد عشتم مراحل التضييق والتشويه والاستهداف الذي تعرضت له هذه التجربة منذ البداية ؟ ❍ حينما سافرت إلى جدة في 2006 كنا نعيش ولعدة سنوات محنة قاسية وهذه المحنة تلخصها الكلمة المتداولة والمعروفة عند الإسلاميين والإعلام وهي أننا كنا نعيش تحت حكم استئصاليين وكان الاستئصاليون يمارسون مهمتهم هذه بأشرس وأخطر ما يمكن من الضغوط والتلفيقات ومن محاولات حقيقية للاسئتصال، إلى درجة أننا كنا أمام مخطط يسير في اتجاه أن تكون نتائج انتخابات سنة 2012 بصفر بيجيدي، وبالتالي فشعار «زيرو بيجيدي سنة 2012» كان شعارا يردده بعض المسؤولين وكانوا يريدون نتائج انتخابات ب: بصفر بيجيدي، وهذا استئصال حقيقي وليس بمعناه المجازي بل بمعناه المادي، إذن لم نكن نعش في وضع المعارضة بل كنا نواجه محاولات الاستئصال، وكنا على يقين تام بأن هذا الاستئصال مستحيل على الرغم من كون أصحابه يحلمون به، وكنا نعرف أنه مستحيل لطبيعة القضايا التي كنا نتبناها وندافع عنها ولتجذر الحركة الإسلامية في وسطها، فالحركة الإسلامية بالمغرب لم تأت من الاتحاد السوفياتي ولا من الصين ولا من «تشي كيفارا» ولا من «بودلير» ولا من «روسو»...فالحركة الإسلامية هي نابعة من تربة هذا البلد ومن هوائها ومياهها، مما يجعل من المستحيل استئصالها، وبالتالي من يريد استئصال الحركة الإسلامية فعليه أن يستأصل كل هذا الشعب ويرمي به ويأتي بشعب آخر وكل هذا مستحيل. وطبعا فصمود العمل الإسلامي وصمود الشعوب في تمسكها بذاتها وهويتها هو الذي أفشل هذه المخططات وأوصل الحالة المغربية اليوم إلى ما هي عليه، وفي جميع الحالات وكيفما كان تقيمنا لهذه التجربة من الانتخابات إلى تشكيل الحكومة الجديدة إلى الآن فنحن في وضعية جيدة وممتازة، وفي نقلة نوعية على مستوى التدبير السياسي على مستوى الحكم، وأنا الآن ليس عندي تقييم جاهز لأن الكثير من الصحفيين والإخوة في السعودية يسألونني عن رأيي في تجربة الحكومة الجديدة والوزراء الجدد وأقول لهم أنا الآن أتابع الأمور من خلال الصحافة، والصحافة في أحسن الحالات تعطيك نصف الحقيقة والنصف الآخر قد يكون تزيفا لها ومعلومات حاضرة وأخرى غائبة، ولذلك فأنا الآن في حاجة إلى بضعة أسابيع وربما بضعة أيام لأستوعب بشكل أفضل تجربة الإخوة في العمل الحكومي وفي مواقع المسؤولية لأقول تقيمي للموضوع، ولكن في أسوء الاحتمالات نحن في وضعية جيدة وفي نقلة نوعية. ● ماذا تقول أو بماذا تنصح وزراء العدالة والتنمية؟ ❍ طبعا سبق أن كتبت بعض المقالات تحمل بعضا من هذه الإشارات، لكن أهم شيء ذكرته بالنسبة للإخوة اللذين يتولون الآن مواقع مسؤولة في الدولة وفي تدبير الشأن العام هو عنصر الشفافية، بما يعنيه من وضوح ومن صدق ومن إعطاء المعلومات والمبادرة إليها ونبذ سياسة التعتيم والإخفاء والإلتواء، لأنه وبالنسبة إلي شخصيا أقول لك وأقول لهؤلاء الإخوة وبصراحة من الآن إذا كانت الشفافية فنحن مطمئنون أن الأمور بخير وإذا كان هناك أي تعتيم فمعنى ذلك أن هناك فسادا يجري من تحت أيديهم أو على أيديهم أو غير ذلك، فإذن التعتيم يساوي الفساد، وأذكر الإخوة بالحديث النبوي الشريف «الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس»، أيها الإخوة الوزراء إذا كان هناك شيئ تكرهون أن يطلع عليه الناس فهو إثم وعليكم أن تصححوا الأوضاع وأن تكشفوا الأمر، وأحيانا قد يكون التهرب من الكشف هو لمجرد ضغوط أو تخوفات أو غيره، وهذا ينبغي المبادرة لكشفه لأنه كلما استمر التعتيم شكل بيئة خصبة للفساد، وليس أحد بمعصوم عن الفساد، وهؤلاء الإخوة جميعا وكجميع البشر مع اختلاف في النسبة فهم معرضون لدرجات وأشكل من الفساد قد تبدوا ضئيلة وصغيرة وتستفحل وتنمو وتتضخم، وبالتالي فالدواء الشافي هو الشفافية لأنه إذا تم الكشف معنى ذلك أنه يضع نفسه تحت الأنظار وتحت الحساب ويستحيل للإنسان أن يستمر في انحرافه وهو تحت الشمس ولذلك فنصيحتي الأولى والأساسية هي كونوا شفافين كونوا واضحين وكونوا صادقين وتجنبوا التعتيم وتجنبوا الغموض وتجنبوا التلبيس في المعلومات على الناس سواء على الحزب نفسه أو على الشعب أو على الجهات المعنية فكونوا شفافين تغتفر أخطاؤكم، لكن إذا بدأ التعتيم والغموض والظلام فحينئذ ستأتي تهمة الفساد وسيتحقق الفساد إن استمر الظلام. ● حضرتم يوم السبت الماضي لقاء المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح أي موقع ترونه لأنفسكم بعد العودة خاصة وأنكم كنتم مشرفين على الوظيفة العلمية للحركة ودبرها مولاي عمر بن حماد بالنيابة عنكم طيلة مغيبكم، فهل من رؤية جديدة على هذا المستوى على ضوء ما رشح من أخبار تقول باعتزامكم التفرغ للبحث العلمي؟ ❍ عملي في الحركة طبعا سيكون وفق ما ينبثق عن الاجتماعات والمشاورات والقرارات، لكن وبصفة عامة فالجانب العلمي سيبقى هو الجانب الأساس الذي نقوم به سواء داخل الحركة أو خارج الحركة، لكن العمل العلمي الصرف ليس هو وحده ما تحتاجه الحركة وليس هو وحده ما أشتغل به، فهناك ما يعتمل في الواقع وما يعرفه واقعنا من معارك ثقافية وفكرية وسياسية ولا يمكنني أن أكون بمنأى عنها، وأنا اعتبر أن العلم في الإسلام هو الذي يدخل في كل شيء فلست أومن بعلم المكتبات والمكاتب والمنابر، فهذا جزأ من العلم، لكن العلم هو العلم الذي يكون في الأسواق وفي الساحات وفي الميادين، وأنا صاحب شعار الجمع بين المدارسة والممارسة وقد حاضرت وكتبت في هذا الموضوع، فالممارسة تعني أن يكون الإنسان في الميدان. ● مقال قيام الليل وقيام النهار؟ ❍ نعم تماما، فإذن سأكون إن شاء الله حاضرا في عدد من الميادين بحسب الاستطاعة والله الموفق، والمنطلق والأساس العلمي سيكون هو المحدد وصاحب الأولوية. ● انتهيتم من الإشراف والمساهمة في إعداد معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية بالسعودية متى ترى الموسوعة النور ورقيا وإلكترونيا، وما هي خلاصات هذه التجربة بالنسبة إليكم؟ ❍ بالنسبة لهذه الموسوعة فالعمل العلمي الأساسي انتهى وهي الآن في المطبعة بلبنان، تجري طباعتها وتتم مراقبة الصيغ النهائية والأخيرة، والطباعة ستستغرق مدة عشرة أشهر، وبعد 10 أشهر أو تزيد قليلا تكون هذه الموسوعة انتهي من طباعتها وتجليدها وإخراجها إلى الناس، وبالموازاة مع ذلك هناك نسخة إلكترونية سيتم تداولها على الأقراص المدمجة وسيتم وضعها على الموقع بالأنترنيت، لكن هذه النسخة ولكي تكون مطابقة للنسخة الورقية فنحن ننتظر استقرار النسخة الورقية وخاصة قضية الصفحات التي ترتبط بها الفهارس ويرتبط بها البحث في الموسوعة والتوثيق والإحالة عليها، وبالتالي فالنسخة الإلكترونية شبه جاهزة لكنها تنتظر استقرار النسخة الورقية لتخرج معها إن شاء الله، إذن في غضون سنة إن شاء الله ستكون هذه الموسوعة بين الأيدي مطبوعة ومنشورة نشرا إلكترونيا إن شاء الله. الجديد في هذه الموسوعة هو كونها أولا موسوعة شاملة في القواعد الفقهية وقد سبق أن ألف العلماء قديما وحديثا في القواعد الفقهية لكن ليس بهذه السعة ولا بهذا الحجم وهذا الاستقصاء كما اعتمدت على المذاهب الإسلامية كلها لأن قديما كان كل يؤلف على مذهب معين والآن الموسوعة تتناول المذاهب الإسلامية كاملة وبالإضافة إلى هذه الميزة، وبالإضافة إلى القواعد الفقهية حوت هذه الموسوعة أصنافا جديدة من القواعد غير مسبوق التأليف فيها، فهناك القواعد الأصولية التي ضمت وهي متكاملة مع القواعد الفقهية، وتضم هذه الموسوعة أكثر من 500 قاعدة أصولية، كما أن هناك القواعد المقاصدية التي لأول مرة يكتب فيها ويتحدث عنها وقد جمعنا ومنها وشرحنا حوالي 150 قاعدة مقاصدية أي تتعلق بمقاصد الشريعة، وهذه أهم المميزات الجديدة في هذه الموسوعة. ● ذهبتم كخبير مقاصدي لإفادة الموسوعة، لكن ما الذي استفاده أحمد الريسوني شخصيا من هذه التجربة خاصة في ما تعلق بالجانب العلمي؟ ❍ هذه أول مرة في حياتي أتفرغ فيها للعمل العلمي أو هو شبه تفرغ، وعندما ذهب طلبت باعتباري متخصصا لكن في الحقيقة هذا التخصص جاء من خلال نتف طيلة حياتي، فأنا منذ كنت تلميذا في الثانوي انخرطت في العمل الإسلامي وفي الحركة الإسلامية وفي معظم هذه الفترات كنت في مواقع المسؤولية بما تعنيه من انشغالات ومشاكل وهموم وأمور إدارية ومالية وتربوية، فلم يكن لي بذلك أي تفرغ للعمل العلمي، وحتى حين نقول أنني خريج كلية الشريعة بفاس بجامعة القرويين فأنا لم أحضر درسا واحدا ولا محاضرة واحدة في كلية الشريعة وإنما كنت اذهب للامتحان لا أقل ولا أكثر، وهكذا استمرت المجهودات الذاتية وأنا أدرس وأدرس وأبحث هنا وهناك إلى أن تم إنجاز دبلوم الدراسات العليا في نظيرة المقاصد ثم دكتوراه الدولة في نظرية التقريب وهذه كلها كانت جهودا خاصة بجانب الالتزامات العائلية والحركية والسياسية والتنظيمية وما إلى ذلك، وإذن فقد وجدت في الدعوة التي وجهت إلي للمشاركة في هذه الموسوعة فرصة لأخذ فترة للعمل العلمي وشبه تفرغ له، وكان هذا من بين ما تداولنا فيه وبنينا عليه قرار المكتب التنفيذي في الموافقة على ذهابي، وقد قلت حينها كما عدد من الإخوة أن هذه فرصة ليست فقط للإنتاج العلمي والمشاركة في هذا المشروع بل فرصة لتفرغ علمي، وبالفعل ففي جدة بالسعودية ومن خلال هذه السنوات الست والنصف، كنت شبه متفرغ للعمل العلمي، وقد كان على هامش هذه المهمة أعمال أخرى لكن هي أيضا وفي معظمها تتسم بالعمل العلمي، وبالتالي فقد استفدت شخصيا استفادة كبيرة وأقول إن حصيلتي العلمية في هذه السنوات تعدل أو تفوق حصيلتي العلمية في بقية عمري من الناحية العلمية، وهنا لا أعني مجرد جمع المعلومات وحفظها وتكثيرها بل أقصد من الناحية المنهجية أيضا، فالاشتغال في القواعد الفقهية والقواعد الأصولية والقواعد المقاصدية أو في القواعد بصفة عامة هو عمل منهجي يمنهج عقل الإنسان وتفكيره ويعطيه رؤية أيضا رؤية منهجية ومنظمة للتراث الإسلامي، فالكسب الذي أعنيه ليس فقط اطلاعا واسعا ومعلومات غزيرة انضافت ولكن أيضا إعادة ترتيب هذه المعلومات ومنهجتها وتنظيمها بشكل علمي جيد، وهذا هو الكسب الجيد والهام.