قال العاهل المغربي الملك محمد السادس ان اي تصور حول «الولاياتالمتحدة الافريقية»، لن يكتمل دون تعزيز الهياكل شبه الاقليمية، التي ينبغي ان تكون ملازمة لكل عمل مشترك على الصعيد الافريقي. كما انه يستوجب تحقيق اندماج سياسي توافقي ذي مصداقية يراعي متطلبات احترام الثوابث الوطنية، والوحدة الترابية للدول، وحسن الجوار، والأمن الجماعي.واوضح جلالته في رسالة بعث بها الى المشاركين في ندوة «الولاياتالمتحدة الافريقية.. الى اين؟» في مدينة أصيلة ، وتلاها بالنيابة عنه السيد محمد بن عيسى، وزير الخارجية والامين العام لمؤسسة منتدى اصيلة، ان الهدف الاسمى المتوخى من اندماج القارة الافريقية هو تمكين البلدان الافريقية من تحقيق التكامل بين اقتصاداتها، وتوحيد مؤهلاتها ومواردها وطاقاتها، لتحقيق تنمية قائمة على مبدأ الوحدة والتآزر، الذي أصبح ضرورة لا محيد عنها، لمواجهة تحديات العولمة الشمولية. وألح العاهل المغربي على ضرورة بلورة تعاون جنوب جنوب مثمر ومفيد لكل الأطراف، يرتكز على تبادل التجارب والبحث عن الآليات التجديدية، مثل التعاون اللامركزي، والشراكة بين الفاعلين في القطاع الخاص، والتحالفات الاقتصادية الاستراتيجية والتعاون الثلاثي الأطراف.مذكرا جلالته بأن النزاعات الجهوية والحروب الأهلية والمجاعة والجفاف والتهجير القسري والاوبئة الفتاكة والخروقات التي تطال حقوق الانسان، تشكل كلها الواقع المعيش لفئة عريضة من شعوب الدول الافريقية.ومن جهته قال الرئيس السنغالي عبد الله واد، في كلمة وجهها إلى ملتقى اصيلة بمناسبة الاحتفاء بالذكرى المئوية للرئيس السنغالي الراحل ليوبولد سيدار سنغورإن موضوع «الولاياتالمتحدة الافريقية.. أي مستقبل؟»، هو سؤال راهني ودقيق، باعتبار ان منطق التجمعات الكبرى يعد أحد التحديات الرئيسية للقرن الواحد والعشرين، مشيرا إلى أن هذا الموضوع يثير أيضا النقاش حول المعركة التي قادها أقطاب الوحدة الافريقية الذين فهموا داخل مجموعة الدارالبيضاء أن خلاص افريقيا يكمن في اندماجها.وأضاف الرئيس السنغالي ، إن الوحدة الأفريقية شكلت مثله الأعلى في الحياة، لذلك اقترح أخيرا إنشاء تحالف للوحدة الافريقية ليقوم بجهود مكثفة لدعم الاندماج الافريقي في أفق تحقيق الولاياتالمتحدة الأفريقية كهدف أسمى، مضيفا أنه لا يريد تفويت فرصة مشاركته في ملتقى أصيلة الذي يجمع ألمع المثقفين، بدون التنويه بالعلاقات الاستثنائية التي تجمع بين السنغال والمغرب.وبدوره قال محمد بن عيسى إن أصيلة هي مرآة تعكس بوضوح كامل ما يميز المملكة المغربية، في عهد جلالة الملك محمد السادس، بوصفها أرضا للحوار والتسامح والتعايش بين مختلف الديانات والتوجهات والمكونات الاجتماعية، مشيرا إلى أن مشروع أصيلة الثقافي ما كان له ان يبدأ ويتطور ويستمر لولا الرعاية الملكية الموصولة، وقال ان الملك محمد السادس رعى هذه التظاهرة منذ بدايتها ولا يزال، ذلك انه قبل الرئاسة الشرفية للموسم الثقافي منذ انطلاقته عام 1978، منذ أن كان وليٌّا للعهد.