اجتمع الحكام العرب في جلسة مغلقة ليتدارسوا أمرا طارئا مفاده الحيرة في بحث العلم الأكبر. قال زعيمهم: - انه السياسة. فرد احد من الحضور: - لكن؛ نعرف من السياسة أكثرها.!! فتكلم آخر: - وما دواء داء الخذلان أيها الزعيم ؟؟ أجاب صاحب السعادة: - ترياقه الكرسي فمتى قلت حرارته يعالج بالتواطؤ البارد مع الخارج ليعود حياً. قال آخر: - ومن يحييه بعد الموت؟؟ قال الزعيم: - هذا علم آخر موجود في كتاب الكياسة في السياسة ولم أنظر في شيء منه إلا في باب الحياة فإني وجدت في كتاب الكياسة.. أن تعيش السياسة بفقر الدم خير من موتها. فقال آخر: - أيها الزعيم..بدون أسف مأسوف عليه؛ما بال شعوبنا والعالم بعد صمود غزة التاريخي أمام الغطرسة الصهيونية و تسريبات ويكيليكس حشرتنا مع زمرة الحمقى و المغفلين لا نفقه في السياسة مثقال شعرة.. وقف الزعيم وقد بدا دافنا غيضه ثم أسرع باحثا عن كلمات الختام: - هذا ليس عيبا فابن الجوزي رحمه الله سطر في كتابه "أخبار الحمقى و المغفلين" فصلا جاء فيه على ذكر المغفلين من الأمراء والولاة. على كل حال؛ نحن نرى في سياسة الخذلان خيرا لنا من خذلان السياسة.و بهذا نكون قد فصلنا الخطاب في أمر العلم الأكبر. - رجت القاعة بالتصفيق استحسانا.. ثم علت وجوه الحكام جميعا ابتسامة الرضى. نورالدين علاك الأسفي- المغرب [email protected]